عملية زراعة الشعر تُعتبر من الإجراءات الطبية الدقيقة التي تتطلب تخطيطًا جيدًا وتنفيذًا محكمًا للحصول على نتائج طبيعية ودائمة. ومن أبرز الأسئلة التي تراود الكثيرين قبل الخضوع لزراعة الشعر في دبي أو فروعنا الأخري في انحاء العالم هو أن كم تستغرق عملية زراعة الشعر. تختلف مدة العملية بناءً على عدة عوامل، منها التقنية المستخدمة (مثل الاقتطاف FUE أو الشريحة FUT)، وحجم المنطقة المزروعة، وعدد البصيلات المطلوب زراعتها. في هذه المقالة، سنناقش بالتفصيل مدة عملية زراعة الشعر، مكونات كل مرحلة من مراحلها، والعوامل التي تؤثر على الوقت الإجمالي الذي تستغرقه العملية.
ما هي زراعة الشعر؟
زراعة الشعر هي إجراء طبي يهدف إلى علاج مشكلة تساقط الشعر أو الصلع عن طريق نقل بصيلات الشعر من المناطق المانحة التي تحتوي على كثافة شعر طبيعية، عادةً من الجزء الخلفي أو الجانبي من الرأس، إلى المناطق المصابة بالصلع أو تساقط الشعر. تتم العملية باستخدام تقنيات حديثة، أبرزها تقنية الشريحة (FUT) التي تتضمن إزالة شريط صغير من الجلد لاستخراج البصيلات، وتقنية الاقتطاف (FUE) حيث تُقتطف البصيلات بشكل فردي. يتم زرع البصيلات في المناطق المستقبلة بعد تحضيرها بعناية، مع مراعاة اتجاه النمو الطبيعي للشعر لتحقيق مظهر طبيعي ومتناسق. تعد زراعة الشعر خيارًا فعالًا للكثير من الأشخاص، وتساعدهم على استعادة الثقة بالنفس وتحسين نوعية الحياة، إلا أن النتائج تحتاج إلى وقت لتظهر وتتطلب الالتزام برعاية ما بعد العملية.
كم تستغرق عملية زراعة الشعر؟
مدة زراعة الشعر عادةً تتراوح بين 4 إلى 8 ساعات، حسب عدة عوامل تشمل عدد البصيلات التي تحتاج إلى زراعة، حجم المنطقة المستقبلة، والتقنية المستخدمة سواء كانت تقنية الشريحة (FUT) أو تقنية الاقتطاف (FUE). الوقت المستغرق لزراعة الشعر يختلف من شخص لآخر، وقد تمتد الجلسة لفترة أطول إذا كانت المنطقة المراد علاجها كبيرة أو تحتاج إلى دقة أكبر. العملية تتضمن مراحل متعددة، بدءاً من استخراج البصيلات من المنطقة المانحة، إلى إعداد المنطقة المستقبلة، وأخيراً زراعة البصيلات بعناية لتحقيق نتائج طبيعية. لذا يُنصح بتخصيص يوم كامل لهذا الإجراء لضمان تنفيذ العملية بتركيز ودقة تامة.
العوامل التي تؤثر على مدة العملية
تتأثر مدة العملية بعدة عوامل مهمة تساهم في تحديد الوقت الإجمالي المطلوب لإجراء زراعة الشعر. من أبرز هذه العوامل هي التقنية المستخدمة في الإجراء، حيث تُعتبر تقنية الاقتطاف (FUE) أكثر استغراقاً للوقت مقارنة بتقنية الشريحة (FUT) بسبب استخراج البصيلات بشكل فردي. بالإضافة إلى ذلك، يؤثر عدد البصيلات المطلوبة بشكل كبير؛ فكلما زاد العدد المطلوب زراعته، ازدادت مدة العملية. حجم المنطقة المستقبلة ودقتها تلعب أيضاً دوراً، إذ أن المناطق الكبيرة أو تلك التي تحتاج إلى ترتيب دقيق تتطلب وقتاً أطول. خبرة الفريق الطبي ومهاراته تؤثر كذلك، فوجود فريق متمرس قد يساعد في تسريع العملية مع الحفاظ على جودة النتائج. وأخيراً، حالة المريض نفسه، مثل نوعية فروة الرأس وكثافة الشعر في المنطقة المانحة، يمكن أن تساهم في تحديد الوقت المستغرق لإكمال الإجراء بنجاح.
مقارنة بين تقنيات زراعة الشعر ومدة كل منها
تُعد تقنيتا زراعة الشعر FUE وFUT الأكثر شيوعًا، ولكل منهما مزاياها ومدتها المختلفة. تقنية الاقتطاف (FUE) تتميز بالدقة العالية حيث تُستخرج البصيلات بشكل فردي باستخدام أدوات دقيقة، مما يقلل من الندوب ولكنه يتطلب وقتًا أطول، عادةً بين 6 إلى 8 ساعات، حسب عدد البصيلات. أما تقنية الشريحة (FUT)، فتتميز بزراعة كمية كبيرة من البصيلات في وقت أقل، حيث تُزال شريحة صغيرة من الجلد من المنطقة المانحة، وتستغرق العملية عادةً بين 4 إلى 6 ساعات، لكنها قد تترك ندبة خطية. تعتمد اختيار التقنية المناسبة على حالة المريض وأهدافه، مع الأخذ بعين الاعتبار مدة العملية ونتائجها.
تقنية الاقتطاف (FUE)
تقنية الاقتطاف (FUE) هي واحدة من أحدث وأفضل التقنيات المستخدمة في زراعة الشعر، وتتميز بالعديد من الفوائد التي تجعلها الخيار المثالي لمعظم المرضى. تعتمد هذه التقنية على استخراج بصيلات الشعر واحدة تلو الأخرى باستخدام أدوات دقيقة وصغيرة الحجم، مما يسمح بالحفاظ على البصيلات بشكل كامل دون الإضرار بالأنسجة المحيطة بها. هذا يساعد في تحقيق نمو طبيعي للشعر المزروع بمجرد اكتمال العملية.
تقنية الشريحة (FUT)
تقنية الشريحة (FUT) هي واحدة من أقدم وأسهل الطرق لعلاج حالات الصلع الشديد، حيث تعتمد على إزالة شريط جلد صغير من المنطقة المانحة في مؤخرة الرأس، ثم تجهيز بصيلاته بدقة تحت المجهر لزرعها في المنطقة المستقبلة. تتميز بقدرتها على زراعة كمية كبيرة من الشعر خلال جلسة واحدة، مع نتائج دائمة ومظهر طبيعي، رغم أنها تترك ندبة خطية يمكن تغطيتها بالشعر. ورغم أن فترة التعافي أطول مقارنة بتقنية الاقتطاف (FUE)، إلا أنها تعد خيارًا اقتصاديًا وفعالًا للمحتاجين لزراعة شاملة.
إذا أعجبكم هذا المقال، فقد تودون قراءة الموضوع التالي: الصدمة بعد زراعة الشعر: ما هي الصدمة و كيف نتجنبها؟
مراحل زراعة الشعر والوقت المستغرق في كل منها
تتألف عملية زراعة الشعر من ثلاث مراحل رئيسية: تبدأ بالتخدير والتحضير حيث يتم تنظيف وتخدير المناطق المانحة والمستقبلة، وتستغرق هذه المرحلة حوالي 30 إلى 60 دقيقة. تليها مرحلة استخراج البصيلات باستخدام تقنيات مثل الاقتطاف (FUE) أو الشريحة (FUT)، والتي تستغرق من 2 إلى 4 ساعات أو أكثر حسب عدد البصيلات المطلوبة. وأخيرًا، تأتي مرحلة زراعة البصيلات في المنطقة المستقبلة بعناية لضمان نمو طبيعي، وتستغرق أيضًا من 2 إلى 4 ساعات. إجمالاً، تستغرق العملية بالكامل بين 4 إلى 8 ساعات، مع التركيز على الدقة للحصول على نتائج طبيعية ودائمة.
التخدير والتحضير
تعتبر مرحلة التخدير والتحضير الأولى في زراعة الشعر أساسية لضمان راحة المريض ونجاح الإجراء، حيث تشمل تخدير المنطقة المانحة والمستقبلة لتخفيف الألم، وتنظيف فروة الرأس وتعقيمها لتجنب العدوى. يتم تصميم المناطق المستقبلة بعناية، بما في ذلك رسم خطوط تحدد خط الشعر الأمامي وتوزيع البصيلات لتحقيق مظهر طبيعي يتناسب مع ملامح الوجه. تستغرق هذه المرحلة حوالي 30 إلى 60 دقيقة، وتعد ضرورية لدقة المراحل التالية ولضمان رضا المريض عن النتائج.
استخراج البصيلات
تُعد مرحلة استخراج البصيلات الأهم في عملية زراعة الشعر، حيث يتم جمع البصيلات من المنطقة المانحة وفقًا للتقنية المستخدمة؛ ففي تقنية الاقتطاف (FUE) يتم استخراج البصيلات بدقة واحدة تلو الأخرى، أما تقنية الشريحة (FUT) فتتضمن إزالة شريط يحتوي على البصيلات. يتم حفظ البصيلات في محاليل خاصة للحفاظ على جودتها المرحلة على خبرة ودقة الفريق الطبي. تُعتبر عيادات “باردا” الرائدة في الشرق الأوسط والدول العربية، حيث تضم أفضل الأخصائيين لضمان نتائج متميزة وطبيعية.
زراعة البصيلات
زراعة البصيلات هي المرحلة النهائية والحاسمة في عملية زراعة الشعر، حيث يتم وضع البصيلات المستخرجة بعناية في فتحات دقيقة يتم تحضيرها مسبقًا في المنطقة المستقبلة، مع تحديد اتجاه وزاوية النمو لضمان مظهر طبيعي ومتناغم. تتطلب العملية، التي تستغرق من 2 إلى 4 ساعات أو أكثر حسب حجم المنطقة وعدد البصيلات، دقة وخبرة لضمان توزيع متساوٍ ونتائج مرضية. بعد الانتهاء، يتلقى المريض إرشادات للعناية بفروة الرأس لضمان ثبات البصيلات ونموها بشكل صحي.
كم تستغرق فترة التعافي بعد زراعة الشعر؟
فترة التعافي بعد زراعة الشعر تتراوح بين 7 إلى 10 أيام كمرحلة أولية، حيث تتعافى فروة الرأس من أي تورم أو احمرار، وتتطلب العناية خلال الأسبوع الأول تجنب لمس المنطقة المزروعة أو التعرض لأشعة الشمس أو الأنشطة المجهدة. بعد أسبوعين، يحدث تساقط طبيعي للشعر المزروع، يليه نمو الشعر الجديد تدريجيًا على مدى الأشهر التالية. تظهر النتائج الأولية بعد 3 إلى 4 أشهر، والنتائج النهائية خلال 12 شهرًا، مع أهمية الالتزام بتعليمات الطبيب لضمان نجاح العملية ونمو الشعر بشكل صحي.
إذا أعجبكم هذا المقال، فقد تودون قراءة الموضوع التالي: كيف يبدو شکل الرأس بعد عملیة زراعة الشعر؟
نصائح لتقليل مدة التعافي بعد زراعة الشعر
إليك بعض النصائح هنا لتقليل مدة التعافي بعد زراعة الشعر:
- اتباع تعليمات الطبيب بدقة: يجب الالتزام بجميع الإرشادات الطبية المتعلقة بالعناية بفروة الرأس، بما في ذلك تنظيف المناطق المزروعة بلطف باستخدام شامبو طبي خاص وتجنب حك الجلد أو الضغط عليه.
- النوم في وضعية مائلة: ينصح بالنوم في وضعية مائلة (بزاوية 45 درجة) خلال الأيام الأولى بعد العملية، لتقليل التورم ومنع حدوث ضغط على المنطقة المزروعة.
- تجنب الأنشطة المجهدة: يجب الابتعاد عن الرياضة الشاقة أو رفع الأوزان الثقيلة لمدة أسبوعين على الأقل لتجنب التأثير السلبي على عملية التعافي.
- حماية فروة الرأس من أشعة الشمس: ينبغي تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس أو الحرارة العالية خلال الأسابيع الأولى، واستخدام قبعة واقية عند الحاجة للخروج.
- الابتعاد عن التدخين والكحول: يؤثر التدخين والكحول سلباً على تدفق الدم وتجديد الخلايا، ما قد يطيل فترة الشفاء، لذا يُوصى بتجنبها تماماً خلال فترة التعافي.
- الالتزام بالأدوية الموصوفة: يجب تناول المضادات الحيوية ومسكنات الألم وفقًا لتوصيات الطبيب، حيث تساعد هذه الأدوية في تقليل خطر العدوى وتسريع عملية التعافي.
- تجنب لمس المنطقة المزروعة: عدم لمس أو حك المنطقة المزروعة للحفاظ على البصيلات الجديدة في مكانها، مما يضمن ثباتها ونموها بشكل طبيعي.
خاتمة
بالنهاية، كم تستغرق عملية زراعة الشعر؟هذا سوال كثير من الناس. تستغرق عادةً عملية زراعة الشعر في عيادات بادرا العالمية (Padra Clinic) ما بين 4 إلى 8 ساعات، حيث تعتمد مدتها على التقنية المستخدمة وعدد البصيلات وحجم المنطقة المستقبلة وخبرة الفريق الطبي، مع التركيز على الدقة للحصول على نتائج طبيعية ودائمة. يحتاج التعافي إلى التزام بالإرشادات الطبية لتجنب المضاعفات وضمان نجاح العملية. تعد زراعة الشعر استثمارًا طويل الأمد لاستعادة الثقة بالنفس وتحسين جودة الحياة.