حقن البلازما للصلع الوراثي قد تُخفّف من تساقط الشعر وتحسّن كثافته لدى بعض المصابين بالصلع الوراثي، لكن فعاليتها تختلف من شخص لآخر وتحتاج لعدة جلسات وصيانة مستمرة، وليست علاجًا نهائيًا. الصلع الوراثي (Androgenetic Alopecia) هو أكثر أنواع تساقط الشعر شيوعًا، ويرتبط بالعوامل الجينية وتأثير هرمون DHT الذي يُضعف البصيلات تدريجيًا. في هذا السياق، ظهرت تقنية البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP) كخيار علاجي مساند، يعتمد على استخلاص البلازما من دم المريض ثم إعادة حقنها في فروة الرأس لتحفيز البصيلات وتحسين الدورة الدموية. لكن يجب أن يكون المريض على وعي بأن البلازما لا توقف السبب الجيني للصلع، بل تُساعد فقط في تأخير تطوره وتحسين مظهر الشعر. لذلك فهي مفيدة أكثر في المراحل المبكرة والمتوسطة، وغالبًا ما يتم دمجها مع علاجات أخرى مثل المينوكسيديل أو الفيناسترايد للحصول على نتائج أفضل.
ما هي حقن البلازما للشعر وكيف تعمل؟
حقن البلازما للصلع الوراثي تُعد من العلاجات المساندة التي تهدف إلى إبطاء تساقط الشعر وتحفيز نموّه مجددًا، خصوصًا لدى الأشخاص الذين يعانون من الصلع الوراثي (Androgenetic Alopecia). تعتمد التقنية على استخلاص البلازما الغنية بالصفائح الدموية (PRP) من دم المريض نفسه، وهي مادة طبيعية تحتوي على تركيز عالٍ من الصفائح الدموية المليئة بعوامل النمو والبروتينات التي تساعد على إصلاح الأنسجة وتنشيط الخلايا الجذعية في فروة الرأس. الفكرة الأساسية ليست تغيير الجينات أو إيقاف الصلع تمامًا، بل تحسين صحة بصيلات الشعر الموجودة، زيادة كثافة الشعر، وتأخير تطور الصلع الوراثي. ولهذا السبب تُستخدم حقن البلازما كخيار علاجي داعم، خصوصًا في المراحل المبكرة والمتوسطة من الصلع الوراثي، وغالبًا ما تُدمج مع علاجات أخرى مثل المينوكسيديل أو الفيناسترايد.
خطوات إجراء الجلسة
جلسة حقن البلازما للشعر بسيطة نسبيًا ولا تتطلب تدخّلًا جراحيًا، وتتم عادة وفق المراحل التالية:
- سحب عينة دم من المريض: حوالي 10–20 ملليلتر من الدم
- فصل البلازما الغنية بالصفائح: يوضع الدم في جهاز الطرد المركزي لفصل مكوناته والحصول على البلازما المركّزة
- تحضير فروة الرأس: تنظيف المنطقة وقد يُستخدم مخدّر موضعي لتخفيف الألم
- الحقن بالبلازما: تُحقن البلازما مباشرة في فروة الرأس، خاصةً في المناطق التي يظهر فيها ترقق الشعر أو بدايات الصلع
العملية تستغرق عادة 30–60 دقيقة، ولا يحتاج المريض بعدها إلى فترة نقاهة طويلة. يمكن العودة للأنشطة اليومية مباشرة بعد الجلسة.
كيف تساعد البلازما في تحفيز بصيلات الشعر؟
البلازما الغنية بالصفائح تحتوي على عوامل نمو متعددة مثل:
- PDGF (عامل نمو الصفائح الدموية)
- VEGF (عامل نمو الأوعية الدموية)
- EGF (عامل نمو البشرة)
- FGF (عامل نمو الأرومة الليفية)
هذه العوامل تساهم في:
- تحسين الدورة الدموية في فروة الرأس وزيادة تدفق الأكسجين والمواد الغذائية للبصيلات
- تنشيط الخلايا الجذعية المحيطة بالبصيلات مما يساعد على تجديدها.
تحفيز إنتاج الكولاجين والإيلاستين لتحسين صحة الجلد الداعم للبصيلات - إطالة مرحلة النمو (Anagen phase) وبالتالي تقليل عدد الشعرات التي تدخل في مرحلة التساقط
- إضعاف تأثير هرمون DHT، وهو المسؤول الأساسي عن تقلص حجم البصيلات في الصلع الوراثي
لهذا السبب تُظهر بعض الدراسات أن البلازما تساعد على زيادة كثافة الشعر وسماكته، لكنها لا تُعتبر علاجًا نهائيًا للصلع الوراثي بل وسيلة لتأخير تقدمه.
هل حقن البلازما تعالج الصلع الوراثي بشكل دائم؟
من المهم توضيح أن حقن البلازما للشعر للصلع الوراثي ليست علاجًا نهائيًا أو دائمًا، بل هي وسيلة مساندة تساعد على تحسين حالة البصيلات وتقليل تساقط الشعر. الصلع الوراثي سببه الأساسي العوامل الجينية وتأثير هرمون DHT، وهذه العوامل لا يمكن تغييرها بالحقن وحدها.
ما تقوم به البلازما هو إبطاء تقدّم الصلع، وتحفيز البصيلات النائمة أو الضعيفة لتُنتج شعرًا أكثر سماكة وصحة. ولكن مع توقف الجلسات لفترة طويلة قد تعود الأعراض تدريجيًا، لذلك يحتاج المريض إلى جلسات صيانة للحفاظ على النتائج.
نتائج متوقعة من البلازما للصلع وراثي
الأبحاث السريرية أظهرت أن حقن البلازما قد تؤدي إلى:
- زيادة كثافة الشعر في المناطق المتأثرة
- تحسين سُمك الشعرة وتقليل ترققها
- إبطاء تساقط الشعر بشكل ملحوظ عند بعض المرضى
- نتائج أفضل عند استخدام البلازما مع علاجات أخرى مثل المينوكسيديل أو الفيناسترايد
لكن يجدر التنويه أن الاستجابة تختلف بين الأفراد، فبعض المرضى يلاحظون تحسنًا ملحوظًا، بينما آخرون تكون النتائج لديهم محدودة.
متى تظهر النتائج بعد الجلسات؟
عادةً ما يبدأ المريض بملاحظة نتائج أولية بعد 3 أشهر من بدء العلاج، حيث يقل تساقط الشعر تدريجيًا وتظهر علامات نمو شعر جديد في بعض المناطق.
- بعد 3–6 أشهر: تزداد الكثافة وتصبح الشعيرات أقوى.
- بعد 6–12 شهرًا: يصل المريض إلى أفضل النتائج، لكن يحتاج بعدها إلى جلسات صيانة كل 3–6 أشهر للحفاظ على التحسن.
في الحالات المتقدمة من الصلع الوراثي، قد تكون الاستجابة أضعف ويُنصح باللجوء إلى زراعة الشعر كخيار تكميلي.
كم عدد جلسات البلازما للشعر المطلوبة؟
عدد الجلسات يعتمد على حالة المريض، مرحلة الصلع الوراثي، واستجابة البصيلات للعلاج. الأطباء عادة يوصون ببرنامج علاجي مكوّن من جلسات أولية متقاربة يليها جلسات صيانة منتظمة للحفاظ على النتائج.

عدد الجلسات الأولية
في البداية، يحتاج معظم المرضى إلى:
- 3 إلى 4 جلسات متتالية.
- بفاصل زمني يقارب 3 إلى 4 أسابيع بين كل جلسة.
خلال هذه المرحلة، يبدأ المريض بملاحظة انخفاض في تساقط الشعر مع ظهور شعرات جديدة أنحف في البداية، تتحسن تدريجيًا مع الوقت.
الجلسات الداعمة (الصيانة)
بعد انتهاء الجلسات الأولية، يحتاج المريض إلى جلسات صيانة للحفاظ على النتائج:
- جلسة واحدة كل 3–6 أشهر عادةً كافية.
- في بعض الحالات المتقدمة، قد يُنصح بجلسة صيانة كل شهرين، خصوصًا إذا كان تساقط الشعر نشطًا.
- الهدف من هذه الجلسات هو منع عودة البصيلات إلى الضعف التدريجي الناتج عن تأثير الهرمون الذكري (DHT).
الالتزام بجلسات الصيانة يُعتبر العامل الأهم في نجاح العلاج على المدى الطويل، لأن توقف العلاج لفترة طويلة قد يؤدي إلى فقدان التحسّن الذي تحقق.
أضرار وآثار جانبية محتملة لحقن البلازما للشعر
حقن البلازما للشعر للصلع الوراثي تُعتبر من الإجراءات الآمنة نسبيًا لأنها تعتمد على دم المريض نفسه، مما يقلل من احتمال حدوث رد فعل مناعي أو حساسية. ومع ذلك، مثل أي إجراء طبي آخر، قد ترافقها بعض الأعراض الجانبية المؤقتة أو النادرة التي ينبغي معرفتها قبل البدء بالعلاج.
أعراض خفيفة (تورم/ألم)
تورم واحمرار بسيط في فروة الرأس بعد الحقن، يختفي عادة خلال يومين إلى ثلاثة.
ألم خفيف أو شعور بالوخز في مواضع الإبر، ويمكن السيطرة عليه بمسكنات بسيطة إذا لزم الأمر.
حكة أو تقشّر طفيف في بعض المناطق، وهي علامة طبيعية على التئام الجلد.
هذه الأعراض تعتبر شائعة ومؤقتة، ولا تحتاج عادة إلى علاج إضافي، حيث تزول بشكل تلقائي.
مخاطر نادرة (عدوى أو ضعف استجابة)
- عدوى موضعية: نادرة جدًا، قد تحدث إذا لم يتم الالتزام بالتعقيم الطبي أثناء الحقن.
- نزيف أو كدمات في مناطق الحقن: خاصة عند الأشخاص الذين يتناولون مميعات الدم.
- ضعف الاستجابة للعلاج: بعض المرضى قد لا يلاحظون تحسنًا كبيرًا بسبب عوامل جينية أو شدة الصلع الوراثي.
- تفاقم مؤقت لتساقط الشعر: في الأسابيع الأولى نتيجة تحفيز البصيلات، وهو عرض يُعرف باسم “Shedding phase” ويعتبر طبيعيًا قبل التحسّن.
بشكل عام، نسبة حدوث هذه المضاعفات منخفضة جدًا إذا أُجري العلاج على يد طبيب مختص وبشروط تعقيم صحيحة.
تكلفة حقن البلازما للشعر
تكلفة حقن البلازما للشعر للصلع الوراثي تختلف من بلد لآخر ومن مركز علاجي لآخر، لكنها بشكل عام تُعتبر أقل من تكلفة زراعة الشعر وأكثر من العلاجات الدوائية التقليدية مثل المينوكسيديل أو الفيناسترايد.
العوامل التي تحدد السعر
- المكان الجغرافي: تكلفة الجلسة في العيادات بدول الخليج أو أوروبا عادة أعلى منها في دول أخرى بسبب فرق مستوى المعيشة.
- خبرة الطبيب: الأطباء ذوو الخبرة والشهادات المعتمدة قد يتقاضون أجورًا أعلى، لكن ذلك غالبًا يضمن نتائج أفضل وأمانًا أكبر.
- الأجهزة والتقنيات: استخدام أجهزة طرد مركزي حديثة وتقنيات فصل متقدمة لزيادة تركيز الصفائح الدموية يرفع التكلفة لكنه يحسّن النتائج.
- عدد الجلسات المطلوبة: بما أن العلاج يحتاج إلى 3–4 جلسات أولية ثم جلسات صيانة، فإن التكلفة الكلية تعتمد على خطة العلاج كاملة.
- الخدمات الإضافية: بعض المراكز توفر علاجات مكمّلة مثل الميزوثيرابي أو جلسات ليزر مع البلازما، ما يرفع السعر الإجمالي.
بلازما الشعر أم زراعة الشعر: أيهما أفضل للصلع الوراثي؟
يختلف اختيار العلاج بين حقن البلازما للشعر للصلع الوراثي وزراعة الشعر حسب مرحلة الصلع وحالة البصيلات. فالبلازما (PRP) تُعتبر خيارًا غير جراحي يساعد على تنشيط البصيلات الضعيفة وإبطاء التساقط، وهي فعّالة أكثر في المراحل المبكرة والمتوسطة حيث ما زالت البصيلات موجودة. لكنها لا تُعيد إنبات الشعر في المناطق التي فقدت بصيلاتها نهائيًا، لذلك يحتاج المريض إلى جلسات صيانة منتظمة للحفاظ على النتائج. أما زراعة الشعر فهي الحل الجراحي الأكثر ديمومة في الحالات المتقدمة، حيث يتم نقل بصيلات مقاومة لهرمون DHT من مؤخرة الرأس إلى المناطق الخالية. ورغم تكلفتها الأعلى وحاجتها إلى فترة تعافٍ، إلا أنها تمنح نتائج طويلة المدى، وغالبًا ما يتم دعمها لاحقًا بجلسات بلازما لتعزيز نمو الشعر المزروع. باختصار: البلازما مناسبة كبداية أو علاج داعم، بينما الزراعة هي الخيار النهائي للصلع المتقدم.
نصائح قبل وبعد جلسات البلازما للشعر
لتحقيق أفضل النتائج من حقن البلازما للشعر للصلع الوراثي، يجب على المريض اتباع مجموعة من التعليمات قبل وبعد الجلسات. هذه الخطوات البسيطة تساعد على زيادة فاعلية العلاج وتقليل احتمالية حدوث أي آثار جانبية.
نصائح قبل جلسة البلازما
- تجنب الأدوية المميعة للدم مثل الأسبرين أو الإيبوبروفين لمدة أسبوع على الأقل قبل الجلسة، إلا إذا كان استخدامها لأسباب طبية ضرورية ويُستشار الطبيب أولاً
- الإكثار من شرب الماء في يوم الجلسة، لأن ترطيب الجسم يساعد على سحب دم بجودة أفضل وفصل بلازما غنية بالصفائح
- غسل الشعر جيدًا في يوم الجلسة لتقليل احتمالية وجود بكتيريا أو شوائب على فروة الرأس
- تجنب صبغات الشعر أو المعالجات الكيميائية قبل أسبوع تقريبًا من الحقن
نصائح بعد جلسة البلازما
- عدم غسل الشعر أو استخدام أي مستحضرات كيميائية لمدة 24 ساعة بعد الجلسة
- تجنب التعرض المباشر للشمس أو الحرارة العالية مثل الساونا أو أجهزة تجفيف الشعر خلال اليومين الأولين
- الامتناع عن التدليك القوي لفروة الرأس أو الحكة في أماكن الحقن، لتفادي تهيج الجلد أو العدوى
- شرب كميات كافية من الماء والاستمرار في نظام غذائي صحي غني بالبروتين والفيتامينات لتعزيز نمو الشعر
- الالتزام بمواعيد الجلسات الداعمة، لأن فعالية البلازما مرتبطة بالاستمرارية وليس بجلسة واحدة فقط
الخاتمة
حقن البلازما للشعر للصلع الوراثي تُعتبر خيارًا مساندًا يساعد على تقليل التساقط وتحسين كثافة الشعر، لكنها ليست علاجًا نهائيًا للجينات المسببة للمشكلة. فعاليتها تختلف من شخص لآخر، وتُعطي أفضل النتائج عند استخدامها في المراحل المبكرة مع الالتزام بجلسات الصيانة. في الحالات المتقدمة، قد تكون زراعة الشعر الحل الأكثر ديمومة، مع إمكانية دمج البلازما لتعزيز النتائج. الاستشارة الطبية تبقى الأساس لاختيار العلاج الأنسب لكل حالة.
