الصلع الندبي يُعد من أكثر أنواع تساقط الشعر تعقيدًا، نظرًا لتسبّبه في تلف بصيلات الشعر بشكل دائم نتيجة لالتهابات، أمراض مناعية، إصابات أو عدوى جلدية، ما يؤدي إلى تشكّل ندوب تمنع نمو الشعر مجددًا. هذا النوع من الصلع لا يقتصر على الجانب الجمالي فحسب، بل قد يُسبب أيضًا ضغوطًا نفسية وشعورًا بعدم الثقة بالنفس، خاصة في حال تأخر التشخيص أو العلاج. في هذا المقال، نستعرض بالتفصيل كل ما يتعلق بالصلع الندبي و علاجاتها: من أسبابه وآليته، مرورًا بالتشخيص والعلاجات الدوائية، ووصولًا إلى الخيارات التجميلية والجراحية مثل زراعة الشعر وتقنيات البلازما والميكروبليدينغ، مع تقديم نصائح عملية للعناية بفروة الرأس المصابة وكيفية التعايش مع الحالة.
ما هي الثعلبة الندبية؟ ولماذا يهم التشخيص المبكر؟
الثعلبة الندبية (Primary Cicatricial Alopecia) هي مجموعة من الأمراض التي تُصيب جُريبات الشعر وتؤدي إلى تدميرها نهائيًا، ما يجعل فقدان الشعر في هذه المناطق دائمًا وغير قابل للنمو مجددًا. يحدث التلف نتيجة التهاب مزمن في محيط الجُريبات، يسبّب تحوّل النسيج الطبيعي إلى نسيج ليفي (ندبي)، ويُغلق المسام نهائيًا. تُصنّف الثعلبة الندبية عادةً إلى فئتين رئيسيتين بحسب نوع الالتهاب:
- الأنماط اللمفاوية: وتشمل الحاصة الحزازانية LPP والثعلبة الجبهية الليفية FFA والنوع المركزي الطارد CCCA، وغالبًا ما تظهر تدريجيًا مع حكة أو حرقة خفيفة.
- الأنماط القيحية: مثل Folliculitis decalvans وDissecting cellulitis، وتتميّز بوجود بثور أو خُراجات مؤلمة وإفرازات قيحية.
أهمية التشخيص المبكر
التشخيص المبكر هو المفتاح في حماية المريض من فقدان دائم للشعر. فكلما تمّ كشف الالتهاب وعلاجه في مراحله الأولى، زادت فرص الحفاظ على الجُريبات السليمة ومنع التندّب الإضافي. لهذا السبب، توصي Mayo Clinic بإجراء خزعة لفروة الرأس عند أي اشتباه بوجود ثعلبة ندبية، لأنها الطريقة الأدق لتحديد نوع الالتهاب ونشاطه قبل البدء بأي علاج مثبّط للمناعة. إضافةً إلى ذلك، يؤكد دليل DermNet NZ وJAAD 2024 أنّ التشخيص الصحيح لا يعتمد فقط على المظهر، بل يحتاج إلى مزيج من الفحص السريري، الترايكوسكوبي، والخزعة النسيجية لتحديد النمط وتخطيط العلاج بدقة.
كيف نُشخّص الصلع الندبي؟
تشخيص الثعلبة الندبية يتطلّب دقّة عالية وتعاونًا بين الطبيب المختص وأخصائي الجلدية النسيجية. فالمظهر الخارجي وحده لا يكفي، إذ تتشابه العديد من أنماط فقدان الشعر في مراحلها الأولى. لذلك يجب اتباع خطوات متسلسلة تضمن الوصول إلى التشخيص المؤكد قبل بدء أي علاج مثبّط للمناعة.
1. الفحص السريري
الفحص السريري المباشر يُعد الخطوة الأولى والأساسية في تشخيص الصلع الندبي، حيث يقوم الطبيب المختص بمراقبة فروة الرأس بدقة لتحديد شكل ومكان تساقط الشعر، التحقق من وجود ندوب، احمرار، أو علامات التهابية ظاهرة مثل الحكة أو التقشر، كما يُلاحظ غياب البصيلات في المناطق المصابة ويُقيّم ملمس الجلد ولونه، وغالبًا ما يُساعد هذا الفحص في التمييز بين الصلع الندبي وأنواع أخرى من تساقط الشعر، مما يُمكّن الطبيب من توجيه المريض إلى الفحوصات المناسبة الأخرى كخزعة الجلد أو التحاليل المخبرية لاستكمال التشخيص.
2. الترايكوسكوبي (Trichoscopy)
التحاليل المخبرية تلعب دورًا مهمًا في تشخيص الصلع الندبي، خصوصًا عند الاشتباه في وجود أمراض مناعية أو التهابية تؤثر على بصيلات الشعر. تشمل هذه التحاليل فحص الأجسام المضادة مثل ANA وanti-dsDNA التي تُستخدم لتشخيص الذئبة، بالإضافة إلى مؤشرات الالتهاب مثل CRP وESR التي تُظهر نشاط الجهاز المناعي. كما يمكن إجراء اختبارات لفحص وظائف الكبد والكلى أو مستويات الهرمونات إذا وُجدت أعراض مصاحبة. تساعد نتائج التحاليل في توجيه الطبيب لاختيار العلاج المناسب وتحديد ما إذا كان الصلع ناتجًا عن خلل داخلي يحتاج إلى متابعة طبية دقيقة أو تدخلات مناعية خاصة.

الترايكوسكوبي أو فحص فروة الرأس بالعدسة المكبرة يُعتبر وسيلة غير جراحية دقيقة لتقييم سطح الجلد ومسام الشعر.
من العلامات المميزة:
- الشعيرات المتكسّرة والنقاط الصفراء أو البيضاء في الأنماط اللمفاوية.
- النقاط الصديدية أو المسام المتوسّعة المحتوية على قشور في الأنماط القيحية.
توصي JAAD 2024 باستخدام الترايكوسكوبي كخطوة إلزامية قبل التفكير في أي خزعة، لأنه يحدّد الموقع الأنسب لأخذ العينة.
3. متى نُجري الخزعة؟ وأي موقع نختار؟
خزعة الجلد (Skin Biopsy) هي إجراء طبي دقيق يُستخدم لتشخيص الصلع الندبي عندما لا يكون الفحص السريري كافيًا لتحديد السبب بدقة. في هذا الإجراء، يتم أخذ عينة صغيرة من جلد فروة الرأس المصابة باستخدام أداة خاصة، وغالبًا تحت تأثير التخدير الموضعي، ثم تُفحص العينة تحت المجهر لتحديد نوع الالتهاب ومدى تلف بصيلات الشعر. تكشف الخزعة عن وجود التليف أو الدمار البصيلي، وتُميز بين أنواع الصلع الندبي الأولي والثانوي، مما يساعد في رسم خطة علاجية مناسبة. ورغم بساطته، فإن هذا الفحص يُعتبر من أهم الوسائل التشخيصية عند وجود أعراض غير واضحة أو اشتباه في مرض مناعي أو جلدي معقّد.
توصي Mayo Clinic بإجراء خزعة من حافة الآفة – أي المنطقة التي لا تزال تحتوي على بعض الشعر – لأنّها تُمكّن من رؤية مرحلة الالتهاب قبل اكتمال التندّب.
يُنصح باستخدام خزعة بقطر 4 مم مع إزالة وحدة جريبية كاملة، وإرسالها لتحليل نسيجي يحدّد نوع الالتهاب (لمفاوي أو قيحي) ومسار المرض. النتائج النسيجية هي التي تحدّد مسار العلاج لاحقًا، سواء كان كورتيزون داخل الآفة، أو مثبّط مناعة فموي، أو علاجًا داعمًا آخر.
التصوير الجلدي (Dermatoscopy)
التصوير الجلدي (Dermatoscopy) هو تقنية فحص غير جراحية تُستخدم لتقييم حالة الجلد وفروة الرأس بدقة باستخدام جهاز يُعرف بـ”الديرموسكوب”، الذي يُكبّر ويُظهر تفاصيل الجلد والبصيلات بشكل واضح. في حالات الصلع الندبي، يُمكن للطبيب عبر هذا التصوير رؤية علامات مميزة مثل غياب فتحات البصيلات، وجود أوعية دموية غير طبيعية، تغيرات في نسيج الجلد، أو تصبغات تُشير إلى تليف أو تلف دائم. هذه التقنية تُساعد في التمييز بين أنواع تساقط الشعر المختلفة دون الحاجة إلى التدخل الجراحي، وتُستخدم غالبًا إلى جانب الفحص السريري والخزعة لتكوين صورة متكاملة عن الحالة وتوجيه خطة العلاج المناسبة.
التقييم الشامل للتاريخ المرضي
التقييم الشامل للتاريخ المرضي يُعد خطوة ضرورية وأساسية في تشخيص الصلع الندبي، حيث يقوم الطبيب بجمع معلومات مفصّلة من المريض حول توقيت بدء تساقط الشعر، سرعة تطوره، وجود أمراض مناعية أو جلدية سابقة، استخدام منتجات أو أدوية معينة، إضافة إلى العوامل الوراثية أو الإصابات التي تعرض لها المريض في فروة الرأس. هذا التقييم يُساعد على الربط بين الأعراض الحالية والمسببات المحتملة، كما يُوجّه الطبيب نحو الفحوصات اللازمة مثل الخزعة أو التصوير الجلدي لتأكيد التشخيص. فهم خلفية الحالة الصحية للمريض يُساهم في اختيار العلاج الأنسب، خاصة إذا كانت هناك عوامل تحتاج إلى تعديل أو متابعة إضافية.
أنواع الصلع الندبي
يُقسَّم الصلع الندبي (Primary Cicatricial Alopecia) إلى نوعين رئيسيين وفق طبيعة الالتهاب المسيطر في جُريبات الشعر: الأنماط اللمفاوية والأنماط القيحية. هذا التقسيم أساسي لأنه يحدّد نهج التشخيص والعلاج ومآل الحالة.
أولاً: الأنماط اللمفاوية (Lymphocytic)
الصلع الندبي الأولي هو نوع من فقدان الشعر يحدث نتيجة لاستهداف مباشر لبصيلات الشعر من قبل أمراض التهابية أو مناعية، حيث يكون الالتهاب متمركزًا في البصيلة نفسها وليس الجلد المحيط فقط. من أبرز هذه الأمراض: الحزاز المسطح، الذئبة الجلدية، والتهاب الجريبات التدميري، وتؤدي جميعها إلى تدمير البصيلات بشكل تدريجي أو سريع، مما يترك ندوبًا دائمة تُعيق نمو الشعر. هذا النوع يُكتشف عادة عبر الفحص السريري والخزعة الجلدية، ويكون علاجه أكثر تعقيدًا، وقد يشمل استخدام أدوية مناعية أو مضادة للالتهاب بالإضافة إلى علاجات تجميلية مثل زراعة الشعر لتحسين المظهر في المناطق المتضررة.
تشمل هذه الفئة:
- الحاصة الحزازانية (Lichen Planopilaris – LPP)
- الثعلبة الجبهية الليفية (Frontal Fibrosing Alopecia – FFA)
- النوع المركزي الطارد (Central Centrifugal Cicatricial Alopecia – CCCA)
تتصف الأنماط اللمفاوية بظهور احمرار محيطي خفيف، قشور دقيقة، وحكة أو حرقة في فروة الرأس.
تُظهر الخزعة تسلل خلايا لمفاوية حول جُريبات الشعر مما يؤدي إلى تدميرها التدريجي. وفقًا لـ DermNet NZ وJAAD 2024، هذه الأنواع تتطلب علاجًا مثبّطًا للالتهاب لتجنب التندّب الإضافي، مع تقييم دوري كل 6–8 أسابيع خلال الأشهر الأولى.
CCCA تُعتبر شائعة في النساء ذوات الشعر المجعّد، وغالبًا ما ترتبط بحرارة أو شدّ زائد في التصفيف؛ لذلك يُوصى بتعديل عادات الشعر كجزء من الخطة العلاجية.

ثانيًا: الأنماط القيحية (Neutrophilic)
الصلع الندبي الثانوي يحدث نتيجة عوامل خارجية تؤثر على فروة الرأس وتُسبب تلف الجلد والبصيلات بشكل غير مباشر، دون أن تكون البصيلة هي الهدف الرئيسي للالتهاب أو الضرر. تشمل هذه العوامل: الحروق بأنواعها، الجروح العميقة، العدوى الشديدة البكتيرية أو الفطرية، العلاجات الكيميائية والإشعاعية، وكذلك الإصابات الناتجة عن العمليات الجراحية أو الحوادث. كل هذه الحالات تُحدث تلفًا جلديًا يؤدي إلى تكوّن ندوب تمنع بصيلات الشعر من أداء وظيفتها، مما يُنتج صلعًا دائمًا في المناطق المصابة. العلاج يركّز عادةً على إزالة السبب الرئيسي، تهدئة الالتهاب، وتحسين مظهر الجلد عبر مستحضرات طبية أو تدخلات جراحية مثل زراعة الشعر، حسب درجة الضرر واستجابة الجلد للعلاج.
تشمل:
- Folliculitis decalvans (FD)
- Dissecting cellulitis (DCS)
تتصف هذه الأنماط بوجود بثور مؤلمة، إفرازات قيحية، قشور سميكة، وأحيانًا خُراجات صغيرة.
تُظهر الخزعة تسللاً عدليًا (neutrophilic) في وحول الجُريبات، وقد تؤدي العدوى الثانوية إلى تفاقم الالتهاب. بحسب مراجعات ScienceDirect 2025، يُعتبر الإيزوتريتينوين خيارًا فعّالًا في الحالات المتقدمة من DCS، بينما تُستخدم المضادات الحيوية المزدوجة (كليندامايسين + ريفامبين) في حالات FD المتكرّرة.
| الجانب | لمفاوي (LPP / FFA / CCCA) | قيحي (FD / DCS) |
| العلامات السريرية | احمرار، قشور دقيقة، حكة | بثور، إفرازات، ألم |
| نوع الالتهاب | لمفاوي مزمن | عدلي قيحي |
| العلاج الأساسي | كورتيزون داخل آفة، تاكروليمس، هيدروكسي كلوروكين | مضادات حيوية، إيزوتريتينوين |
| التنبؤ بالمآل | استقرار عند إخماد الالتهاب | احتمال النكس أعلى |
الفرق بين الصلع الندبي والصلع الوراثي
إليك جدول يوضح الفرق بين الصلع الندبي والصلع الوراثي بطريقة مبسطة وواضحة:
|
الجانب |
الصلع الندبي |
الصلع الوراثي |
|
السبب |
تلف بصيلات الشعر نتيجة جرح، التهاب، أو مرض جلدي | عوامل وراثية تؤثر على هرمونات الجسم، خاصة التستوستيرون |
| شكل الصلع | مناطق صلع غير منتظمة وقد تكون مصحوبة بندوب |
يبدأ تدريجياً من مقدمة الرأس أو التاج ويتوسع مع الوقت |
|
وجود ندوب |
نعم، غالباً تكون هناك ندوب واضحة | لا توجد ندوب، فقط ترقق الشعر التدريجي |
| قابلية إعادة نمو الشعر | غالباً لا يعود الشعر للنمو لأن البصيلات تتلف نهائياً |
الشعر يمكن أن ينمو مجدداً في بعض الحالات باستخدام علاجات مناسبة |
|
الأسباب الطبية الشائعة |
الذئبة الجلدية، الحزاز المسطح، العدوى الفطرية أو البكتيرية | الوراثة من الأب أو الأم، خاصة عند الذكور بعد سن البلوغ |
| طرق العلاج | علاج السبب الطبي، وقد تشمل زراعة الشعر أو استخدام أدوية مضادة للالتهاب |
أدوية مثل المينوكسيديل وفيناسترايد، أو زراعة الشعر |
|
الانتشار |
نادر نسبياً |
شائع جداً، خاصة بين الرجال |
أسباب الصلع الندبي
إليك شرح مفصل لأسباب الصلع الندبي:
أمراض مناعية (مثل الذئبة الحمراء)
الذئبة الحمراء (Lupus erythematosus) تُعد من أمراض المناعة الذاتية حيث يهاجم الجهاز المناعي أنسجة الجسم السليمة بدلاً من مهاجمة الأجسام الغريبة، مما يؤدي إلى التهابات مزمنة قد تصيب الجلد، المفاصل، الكلى، القلب، وحتى الجهاز العصبي. عند تأثير الذئبة الحمراء على الجلد وفروة الرأس، يمكن أن تؤدي إلى تلف بصيلات الشعر وتكون ندوب دائمة تُسبب الصلع الندبي. تختلف الأعراض من شخص لآخر وقد تشمل الطفح الجلدي، التعب الشديد، وآلام المفاصل، ويُعتمد في التشخيص على الفحوصات المخبرية والصور السريرية، بينما يهدف العلاج إلى تقليل نشاط المرض باستخدام أدوية مثل الكورتيزون والمثبطات المناعية.
التهابات جلدية مزمنة
تشير الالتهابات الجلدية المزمنة إلى حالات التهابية طويلة الأمد تُصيب الجلد وتؤثر بشكل مباشر على صحته ووظائفه، وقد تؤدي إلى تلف بصيلات الشعر وتكوّن ندوب تؤدي للصلع الندبي في بعض الحالات. من أبرز هذه الأمراض الحزاز المسطح والذئبة الجلدية والتهاب الجلد التماسي المزمن، حيث تُسبب احمرارًا، حكة، تقشّرًا أو تغيرًا في نسيج الجلد، وأحيانًا آلامًا أو إحساسًا بالحرق. إذا لم تُعالج هذه الحالات بشكل مبكر وفعّال، قد تتطور لتُحدِث ندبات دائمة تمنع نمو الشعر أو تؤثر على مظهر الجلد العام، ويشمل العلاج غالبًا استخدام مضادات الالتهاب الموضعية أو الفموية، والمراهم التي تساعد في تهدئة الجلد وتجديد خلاياه.
إصابات أو حروق في فروة الرأس
تُعدّ الإصابات أو الحروق في فروة الرأس من الأسباب الشائعة وراء حدوث الصلع الندبي، حيث تؤدي إلى تلف مباشر في الجلد وبصيلات الشعر. وتشمل هذه الإصابات الجروح الناتجة عن الحوادث، العمليات الجراحية، الحروق الحرارية أو الكيميائية، وحتى الإصابات الناجمة عن الحروب أو الصدمات العنيفة. عندما تتعرض فروة الرأس لضرر شديد، قد يتكوّن نسيج ندبي يمنع نمو الشعر بشكل دائم بسبب فقدان البصيلات لوظيفتها الحيوية. مدى تأثير الإصابة يعتمد على عمق الضرر ونوعه، وفي بعض الحالات قد تتطلب العلاج تدخلًا جراحيًا مثل زراعة الشعر أو استخدام أدوية تساعد على تحسين مظهر الجلد وتقليل الالتهاب.
العدوى البكتيرية والفطرية
تُعتبر العدوى البكتيرية والفطرية من الأسباب المؤثرة في حدوث الصلع الندبي، خاصة عندما تُصيب فروة الرأس بشكل مباشر ومزمن. من أبرز الأمثلة على ذلك سعفة الرأس (Tinea capitis)، وهي عدوى فطرية تؤدي إلى تقشر الجلد، الحكة، والتهاب في البصيلات، وقد ينتج عنها مناطق صلع بها ندوب إذا لم تُعالج في الوقت المناسب. أما العدوى البكتيرية مثل التهاب الجريبات العميق أو الدمامل الجلدية فقد تتسبب في تدمير نسيج الجلد والبصيلات نتيجة التقيح والالتهاب الحاد. العلاج يعتمد على نوع العدوى ويشمل غالباً مضادات فطرية أو بكتيرية موضعية وفموية، وفي بعض الحالات يُستخدم الكورتيزون لتهدئة الالتهاب ومنع تكوّن ندوب دائمة في فروة الرأس.
التعرض الكيميائي اوالإواد كيميائية قوية
التعرض للمواد الكيميائية القوية أو العلاج الإشعاعي، خصوصًا في سياق علاج السرطان، يُعد من الأسباب المؤثرة في تلف الجلد وبصيلات الشعر بشكل دائم، وقد يؤدي إلى الصلع الندبي. المواد الكيميائية مثل المركبات الكاوية أو منتجات فرد الشعر الصناعية يمكن أن تُحدث حروقًا أو تهيجات شديدة في فروة الرأس، بينما العلاج الإشعاعي يستهدف الخلايا السرطانية لكنه قد يضر بالخلايا السليمة المحيطة، بما فيها خلايا الجلد والبصيلات. هذا التلف قد يُنتج نسيجًا ندبيًا يمنع نمو الشعر الطبيعي بسبب فقدان البصيلات لوظيفتها الحيوية. الوقاية تتطلب الحرص في استخدام المواد الكيميائية، بينما يتطلب العلاج تقييمًا طبيًا دقيقًا قد يشمل مراهم علاجية، أدوية مضادة للالتهاب، أو حتى زراعة الشعر في الحالات المستعصية.
التهيج الشديد من بعض المنتجات أو العلاجات
الاستخدام المفرط أو غير المناسب لبعض منتجات الشعر أو العلاجات التجميلية قد يُسبب تهيجًا شديدًا في فروة الرأس يؤدي إلى تلف بصيلات الشعر وتكوّن ندوب دائمة تُسبب الصلع الندبي. على سبيل المثال، المنتجات الكيميائية مثل المواد المستخدمة في الشعر، والصبغات القوية، أو بعض أنواع الزيوت والمستحضرات التي تحتوي على مكونات قاسية قد تُحفّز رد فعل التهابي أو تحسّسي في الجلد. هذا التهيج المزمن قد يُؤدي إلى تقشر، احمرار، حكة، أو حتى حروق سطحية، وفي الحالات الشديدة يمكن أن يتطوّر إلى نسيج ندبي يمنع نمو الشعر من جديد. العلاج غالبًا يتضمن التوقف عن استخدام هذه المنتجات، مع استخدام مراهم مهدئة ومضادات التهيج، وقد تتطلب الحالات المتقدمة تدخلًا طبيًا متخصصًا.
أعراض الصلع الندبي وكيفية التعرف عليه
إليك شرحًا مفصلًا لأعراض الصلع الندبي وكيفية التعرف عليه:
- فقدان الشعر في مناطق محددة: يبدأ الصلع الندبي عادةً بسقوط الشعر في بقع صغيرة أو كبيرة من فروة الرأس وهذه المناطق تكون غير منتظمة وقد تختلف في الشكل والحجم
- وجود ندوب على فروة الرأس: يُلاحظ وجود نسيج صلب أو مُتليّف مكان فقدان الشعر والجلد في هذه المناطق قد يبدو لامعًا، مرتفعًا أو منخفضًا، وغالبًا بلا بصيلات واضحة
- احمرار أو التهاب في الجلد المصاب: بعض أنواع الصلع الندبي يصاحبها احمرار، حكة أو ألم، خاصة في المراحل المبكرة وهذه العلامات تدل على وجود التهاب نشط يُهاجم بصيلات الشعر
- توقف نمو الشعر وعدم الاستجابة للعلاجات العادية: على عكس الصلع الوراثي، لا يعود الشعر للنمو في المناطق المصابة، حتى بعد استخدام العلاجات المعتادة وعدم وجود زغب أو شعر خفيف دليل على تلف البصيلات بشكل دائم
- التغير في ملمس الجلد في المناطق المصابة: الجلد قد يصبح أكثر خشونة أو يظهر عليه تغير في اللون، مثل التصبغ أو التفتيح في مكان الندبة وهذه العلامات تُساعد الطبيب على التفرقة بين الصلع الندبي وغيره من أنواع فقدان الشعر
هل يمكن علاج الصلع الندبي؟
علاج الصلع الندبي يعتمد على نوعه، شدّته، والسبب الكامن وراءه. إليك التفاصيل الأساسية للعلاج:
العلاجات الدوائية
يُستخدم العلاج الدوائي في حالات الصلع الندبي بهدف تهدئة الالتهاب ومنع تفاقم تلف البصيلات، خاصةً عند وجود مرض مناعي أو عدوى نشطة. يشمل ذلك الكورتيزون لتقليل الالتهاب، ومثبطات المناعة في الحالات المزمنة، بالإضافة إلى مضادات حيوية أو فطرية لعلاج العدوى المصاحبة، إلى جانب مراهم مرطبة وترميمية لتحسين صحة الجلد. تُبنى الخطة العلاجية حسب نتائج الفحوصات وتُعدّل حسب تطور الحالة واستجابة الجسم.
تهدف معالجة الثعلبة الندبية إلى تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية:
- إخماد الالتهاب النشط.
- منع تشكّل ندبات جديدة وفقدان إضافي للشعر.
- تحسين جودة الحياة وتقليل الأعراض (الحكة، الألم، الحرقة).
ويعتمد اختيار البروتوكول العلاجي على نوع الالتهاب (لمفاوي أو قيحي) ومستوى نشاط المرض عند التشخيص.

LPP/FFA: بروتوكول تدريجي وأهداف المتابعة
يُوصي كلّ من DermNet NZ وJAAD 2024 باتباع نهج تصاعدي تدريجي يبدأ من العلاجات الموضعية إلى المثبّطات الجهازية وفقًا لشدة الالتهاب واستجابة المريض.
الكورتيزون الموضعي أو الحقني يُعد من العلاجات الفعّالة للصلع الندبي في مراحله المبكرة، إذ يعمل على تهدئة الالتهاب ومنع تفاقم تلف البصيلات. يُستخدم الموضعي لتخفيف الاحمرار والتهيّج، بينما يُحقن الكورتيزون داخل الجلد لمعالجة الالتهاب العميق في المناطق المصابة. ورغم أن هذا العلاج لا يُعيد نمو الشعر في المناطق المدمّرة، إلا أنه يُسهم في الحد من تكوّن ندوب جديدة ويُحافظ على بصيلات الشعر المتبقية، ويجب تطبيقه تحت إشراف طبي لتجنّب مضاعفات مثل ترقّق الجلد أو تغيّر لونه.
- الخط الأول: كورتيكوستيرويد موضعي قوي أو حقن داخل الآفة (Intralesional steroid) كل 4–6 أسابيع وتاكروليمس أو بيماكروليمس موضعي عند الحاجة للسيطرة طويلة المدى على الالتهاب.
- الخط الثاني: دوكسيسيكلين (100mg مرتين يوميًا) بخصائصه المضادة للالتهاب، أو هيدروكسي كلوروكين (200–400mg يوميًا) مع مراقبة العين دوريًا.
- الخط الثالث (تصعيد العلاج): ميكوفينوليت موفيتيل أو سيكلوسبورين عند فشل الخطوط السابقة. مثبطات JAK (توفاسيتينيب، روكسوليتينيب) تُعد خيارات ناشئة في الحالات المقاومة، وفق مراجعات ScienceDirect 2025، مع ضرورة المتابعة الدقيقة.
- المتابعة: كل 6–8 أسابيع خلال الأشهر الثلاثة الأولى، مع صور معيارية ومقاييس للألم والحكة. عند الاستقرار، تُخفض الزيارات إلى كل 3–6 أشهر.
CCCA: نقاط إجماع 2024 عمليًا
أدوية المناعة مثل هيدروكسي كلوروكين تُستخدم لعلاج الصلع الندبي الناتج عن أمراض مناعية كـ”الذئبة الحمراء” أو “الحزاز المسطح”، حيث تُقلل من نشاط الجهاز المناعي وتحدّ من الالتهاب الذي يضرّ البصيلات. يُساعد هذا الدواء في منع تطوّر الحالة وتشكّل ندوب جديدة، لكنه لا يُعيد نمو الشعر في المناطق المتضررة بشكل دائم. يُستخدم تحت إشراف طبي دقيق مع متابعة منتظمة لتجنّب المضاعفات، ويُعد خيارًا فعّالًا عند وجود التهاب مناعي نشط يُهدّد فروة الرأس.
توصي توصيات دلفي JAAD 2024 بخطة علاجية شاملة تشمل الدواء والعناية اليومية بالشعر:
البروتوكول العلاجي:
- كورتيزون داخل الآفة كل 4 أسابيع كخيار أساسي.
- دوكسيسيكلين بجرعة مضادة للالتهاب لمدة 3–6 أشهر.
- هيدروكسي كلوروكين في الحالات المنتشرة أو المتقدمة.
- تعديل عادات تصفيف الشعر (تقليل الحرارة والشدّ المفرط).
اعتبارات خاصة:
علاج نقص الحديد إذا وُجد، إذ قد يسهم في استعادة التوازن الفسيولوجي لفروة الرأس. تشجيع المريضة على مراقبة العلامات النشطة مثل الحكة والاحمرار وتوثيقها بالصور.
Folliculitis decalvans & DCS: متى نلجأ لإيزوتريتينوين/المضادات؟
المضادات الحيوية والفطرية تُستخدم لعلاج الصلع الندبي الناتج عن العدوى النشطة في فروة الرأس، وتُعد ضرورية لمنع تفاقم الالتهاب وتكوّن ندوب جديدة. العدوى البكتيرية مثل التهاب الجريبات تُعالج بأدوية مثل “كليندامايسين” أو “دوكسيسايكلين”، أما العدوى الفطرية مثل سعفة الرأس فتُعالج بـ”تيربينافين” أو “إيتراكونازول”، حسب شدة الحالة. هذه العلاجات تُساعد في حماية بصيلات الشعر من التلف، بشرط أن تُستخدم في وقت مبكر وتحت إشراف طبي لتحديد النوع المناسب والجرعة الآمنة
في الأنماط القيحية، الهدف هو السيطرة على العدوى والالتهاب العدلي ومنع تشكّل الخُراجات المتكرّرة.
Folliculitis decalvans (FD)
الخط الأول: مزيج من كليندامايسين + ريفامبين لمدة 8–12 أسبوعًا.
- يمكن استخدام دوكسيسيكلين أو أزيثروميسين في الحالات الخفيفة أو عند عدم تحمّل المضاد المزدوج.
- عند النكس، يُستخدم إيزوتريتينوين بجرعة منخفضة (0.3–0.5mg/kg) تحت إشراف طبي.
Dissecting cellulitis (DCS)
- العلاج المفضل هو الإيزوتريتينوين بجرعات مضبوطة، مع تصريف الخُراجات عند الحاجة.
- في الحالات الشديدة، قد تُستخدم العلاجات البيولوجية (مثل أداليموماب) أو تداخلات جراحية محدودة.
علاجات اخرى للصلع الندبي؟
علاج الصلع الندبي يعتمد على نوعه، شدّته، والسبب الكامن وراءه. إليك التفاصيل الأساسية للعلاج:
مع تطوّر التقنيات في طبّ الجلدية، أصبحت بعض الوسائل المساندة تُستخدم لدعم علاج الثعلبة الندبية، خصوصًا بعد تثبيت الحالة وهدوء النشاط الالتهابي. ومع أنّ الهدف الأساسي من العلاج الدوائي هو إيقاف الالتهاب ومنع التندّب الجديد، فإنّ الأجهزة والحقن قد تساهم في تحسين جودة الجلد والشعر المتبقّي في المراحل الهادئة من المرض.
الليزر منخفض الشدة (LLLT)
أثبتت دراسات حديثة أنّ الليزر منخفض الشدة (Low-Level Laser Therapy) يساعد على تحفيز الخلايا الكيراتينية وتنشيط الدورة الدموية الدقيقة في فروة الرأس. لكنّ Dermatology Times توضح أن فعاليته تبقى محدودة أثناء النشاط الالتهابي، ويُفضَّل استخدامه فقط بعد استقرار الحالة لمدة لا تقل عن 6–12 شهرًا. لا يُنصح باستخدام أي تحفيز ضوئي أو ليزري في المناطق التي تظهر فيها علامات حمامى أو قشور نشطة.
حقن البلازما الغنية بالصفائح (PRP)
حقن البلازما الغنية بالصفائح (PRP) هو علاج تجميلي داعم يُستخدم لتحسين جودة الجلد وتنشيط الدورة الدموية حول مناطق الصلع الندبي، دون استعادة الشعر في المناطق المتندّبة بشدة. يُستخلص من دم المريض ويُحقن في فروة الرأس لتحفيز الخلايا على التجدد وتقوية الشعر المحيط بالندبة، ويُعتمد عليه غالبًا لتعزيز نتائج زراعة الشعر، خاصةً عند استخدامه بشكل منتظم حسب حالة الجلد واستجابته.
يُعدّ الـ PRP (Platelet-Rich Plasma) من أكثر الإجراءات المساندة شيوعًا، إذ يحتوي على عوامل نمو قد تُحسّن التروية الدموية والالتئام الخلوي. بحسب مراجعات JAAD 2024، يمكن استخدام الـPRP كإجراء تجميلي داعم بعد السيطرة على الالتهاب، لتحسين ملمس فروة الرأس وربما تقوية الشعر المحيط بمناطق الندبة. فعالية PRP تختلف من مريض لآخر، وتحتاج عادة إلى جلسات متكررة تفصلها 4–6 أسابيع.
الميكروبليدينغ
الميكروبليدينغ هو إجراء تجميلي غير جراحي يُستخدم لإخفاء مناطق الصلع الصغيرة والندوب عبر حقن أصباغ تحت الجلد تُحاكي شكل الشعيرات. يُعد خيارًا مناسبًا عندما لا يمكن إجراء زراعة الشعر، وتستمر نتائجه عادةً من سنة إلى سنتين حسب نوع البشرة والعناية، ويجب تنفيذه بواسطة متخصص لضمان دقة التطبيق ومظهر طبيعي.
الإكسوزومات والعلاجات الخلوية الحديثة
الإكسوزومات (Exosomes) تمثّل الجيل الجديد من العلاجات البيولوجية المساندة. الدراسات الأولية تُظهر دورًا محتملاً في تحفيز تجدد الخلايا الجذعية الجلدية، لكنّ الأدلة ما تزال محدودة، ويُفضَّل استخدامها فقط ضمن أبحاث أو مراكز مختصّة.
زراعة الشعر (Hair Transplantation)
رغم أنّ الزراعة الشعرية ليست علاجًا التهابيًا، فإنها قد تكون خيارًا تجميليًا بعد خمود النشاط لمدة لا تقل عن 12 شهرًا، وتحت إشراف خبير في الندبيات لضمان ثبات النتائج. يجب توثيق الاستقرار بالصور أو الترايكوسكوبي قبل التفكير بأي إجراء جراحي.
زراعة الشعر في مناطق الندب تُعتبر علاجًا فعّالًا لتحسين مظهر فروة الرأس، خاصة باستخدام تقنية FUE التي لا تُسبب ندوبًا جديدة وتُوفر تعافيًا سريعًا. نجاحها يعتمد على قدرة الجلد على استقبال البصيلات، ولهذا تُجرى فحوصات مسبقة لتقييم التغذية الدموية. وتُعد عيادات بادرا من أفضل المراكز عالميًا وفي العالم العربي بفضل خبرة أطبائها وتميزهم في التعامل مع حالات الصلع الندبي، مما يُساهم في تحقيق نتائج طبيعية ومستدامة.
متى نفكر بزراعة الشعر بعد التثبيت؟
زراعة الشعر في حالات الثعلبة الندبية تختلف تمامًا عن زراعة الشعر في الحالات غير الندبية مثل الصلع الوراثي. فالنجاح هنا لا يعتمد فقط على مهارة الجراح، بل أساسًا على توقيت الإجراء واستقرار المرض.
الشرط الأهم: خمود النشاط الالتهابي: بحسب Mayo Clinic وDermNet NZ، لا يُنصح بإجراء أي زراعة قبل التأكّد من خمود النشاط الالتهابي لمدة لا تقلّ عن 12 شهرًا. ويُثبت الاستقرار عادةً عبر:
- غياب علامات النشاط (الحمامى، القشور، الألم أو الحكة)
- توقف تقدّم الحواف لمدة 6–12 شهرًا
- نتائج ثابتة في صور الترايكوسكوبي خلال المتابعة
إذا استوفت الحالة هذه المعايير، يمكن التفكير بالزراعة بعد مناقشة دقيقة مع الطبيب حول النتائج المتوقعة والمخاطر المحتملة.
نوع التقنية المناسبة
غالبًا ما يُفضَّل استخدام تقنيات الاقتطاف (FUE) على الزراعة الشريطية (FUT)، لأنّها تسمح بتوزيع الطعوم بشكل متحكَّم وتُقلل التندّب الثانوي. لكن يُنصح بزراعة عدد محدود من البصيلات في البداية لاختبار تقبّل المنطقة المتلقّية، ثم التوسّع لاحقًا إذا أظهرت النتائج استقرارًا جيدًا.
التوقّعات الواقعية
بحسب توصيات JAAD 2024 في الجراحة الترميمية للندبيات، فإن الهدف من زراعة الشعر في حالات الثعلبة الندبية هو تحسين المظهر الجمالي واستعادة التوازن البصري، وليس استعادة الكثافة الكاملة كما في الزراعة التقليدية؛ إذ ينبغي للمريض أن يدرك أن النتائج قد تكون أقل كثافة من الحالات العادية، لأن نجاح العملية يعتمد بشكل أساسي على جودة الجلد الندبي، وكفاءة التروية الدموية في المنطقة المزروعة، وخبرة الجراح المنفّذ.
كيف تتعايش مع الصلع الندبي؟
التعايش مع الصلع الندبي يتطلب تقبّل الحالة نفسيًا أولًا، ثم البحث عن حلول تُساعد في تحسين المظهر والشعور بالراحة. من المهم فهم طبيعة المرض وتجنّب التوتر النفسي المصاحب له، وذلك عبر الدعم النفسي أو التحدّث مع طبيب مختص. استخدام منتجات تجميلية، مثل مستحضرات تكثيف الشعر أو الميكروبليدينغ، يُساهم في تحسين الثقة بالنفس، كما يمكن اللجوء إلى خيارات علاجية فعّالة مثل زراعة الشعر أو البلازما إذا كانت الحالة مناسبة. يُوصى أيضًا بالحفاظ على صحة فروة الرأس وتجنّب أي عوامل قد تُفاقم الالتهاب أو التلف، مثل المستحضرات الكيميائية القوية أو التعرض المفرط لأشعة الشمس. التعايش لا يعني الاستسلام، بل إيجاد التوازن بين العناية الجسدية والدعم النفسي للمضي قدمًا بثقة.
نصائح للعناية بفروة الرأس المصابة
العناية بفروة الرأس المصابة بالصلع الندبي تتطلب اهتمامًا خاصًا لتقليل التهيّج والحفاظ على صحة الجلد. يُنصح باستخدام شامبوهات لطيفة خالية من الكبريتات والعطور، مع تجنّب الماء الساخن أثناء الغسيل، والحرص على ترطيب المنطقة بمستحضرات مهدئة وطبية لا تحتوي على مواد قاسية. يجب الابتعاد عن تسريحات الشعر التي تشدّ الجلد، والتقليل من استخدام المواد الكيميائية مثل الصبغات أو المثبتات. كما يُفضّل حماية فروة الرأس من الشمس بارتداء قبعة أو استخدام واقٍ شمسي مخصّص للجلد الحساس، بالإضافة إلى إجراء الفحوصات الدورية للتأكد من استقرار الحالة وتعديل العلاج إن لزم.
الخاتمة
في ختام الحديث عن الصلع الندبي وعلاجاته، يتضح أن هذا النوع من تساقط الشعر يتطلب تشخيصًا دقيقًا وتدخلاً متعدد الجوانب يجمع بين العلاج الطبي والتجميلي والنفسي. فبينما تهدف الأدوية إلى تهدئة الالتهاب والتحكم في السبب الكامن، تأتي الإجراءات التجميلية مثل زراعة الشعر والبلازما والميكروبليدينغ لتُعيد للمصاب الثقة بمظهره، بشرط أن تُنفذ ضمن تقييم مهني ومراكز متخصصة. هذه الرحلة العلاجية ليست فقط لاستعادة الشعر، بل لاستعادة الإحساس بالراحة والرضا.
