زراعة الحواجب لم تعد مجرد إجراء تجميلي بل هي أصبحت حلاً دائماً يمنح شعور السعادة لمن يعانون من مشاكل في شكل أو كثافة الحاجبين ، تهدف إلى استعادة الكثافة والمظهر الطبيعي للشعر المفقود في منطقة الحواجب.
تعتبر عملية زراعة الحواجب من عمليات التجميل التي يلجأ إليها عدد كبير من الأشخاص وخاصةً النساء و ذلك لأن الحواجب من أكثر السمات المميزة لملامح وجه الإنسان جيث يمنحان الوجه الحيوية والشباب لأنهما يقعان في مركز الوجه،الأمر الذي يجعل أي إصابة أو فقد في شعر الحواجب يؤثر سلباً على وجه الشخص، لدرجة أن فقد الشعر في الرأس لا يؤثر بهذه الدرجة، حيث يمكن للشخص أن يعيش بشعر خفيف في رأسه أو أصلع تماماً بعكس الحواجب خاصةً إذا كانت فتاة أو إمرأة حيث تظهر ملامح وجهها بشكل منفر وغير طبيعي.
ما الذي يحدث مباشرة بعد زراعة الحواجب؟
لفهم موعد ظهور النتائج النهائية لزراعة الحواجب، من المهم التأكيد على أن زراعة الحواجب تُصنف كعملية جراحية، مما يتطلب إجراؤها من قبل طبيب متخصص في مراكز مرخصة. حيث من المتوقع أن يلاحظ المريض خلال الأيام الأولى ظهور بعض الأعراض الجانبية المؤقتة مثل: التورم الخفيف، إحمرار الجلد، تكّون القشور الصغيرة حول البصيلات المزروعة، و التساقط التدريجي للشعر حتى ظهور النتائج النهائية لعملية الزراعة.
التسلسل الزمني لنتائج زراعة الحواجب
من الإجراء الأولي وحتى الوصول إلى النتائج النهائية، هنالك عدة مراحل زمنية تمر بها عملية زراعة الحاجب و التي قد تختلف من شخص لآخر. فيما يلي تسلسل زمني عام لهذه المراحل من اليوم الأول لزراعة الحاجب حتى اكتمال النتائج المرجوة:
اليوم الأول إلى اليوم الخامس: التورم الخفيف والقشور
يمكن إعتبار الأيام الخمس الأولى بعد زراعة الحواجب من أهم المراحل وأكثرها حساسية، حيث يتم فيها تثبيت البصيلات المزروعة، كما أنها تعتبر معيار أولي لعملية الشفاء. خلال هذه المرحلة سيلاحظ عدة تغيرات في منطقة الحواجب، أهمها:
- احمرا منطقة الحواجب
- ظهور القشور حول البصيلات
- الجروح والثقوب
- التورم والكدمات
الأسبوع الثاني إلى الأسبوع الرابع: تساقط مؤقت طبيعى (Shock LOSS)
تعتبر هذه المرحلة هي مرحلة القلق للمريض، لكن في الواقع هي مرحلة طبيعية وضرورية من عملية زراعة الحواجب، وتشمل التغيرات التالية:
- تساقط للشعر: سيلاحظ تساقط معظم الشعر المزروع وهذه ظاهرة طبيعية تعرف بإسم “صدمة التساقط”.
- الشعور بالحكة في مناطق الزرع: أمر طبيعي نتيجة لعملية التقشير حول البصيلات والتماثل للشفاء
- الخدر الموضعي: قد يحدث خدر مؤقت في منطقة الحواجب نتيجة لتلف الأنسجة والأعصاب الدقيقة المحيطة.
- النمو الغير منتظم للشعر: قد يلاحظ نمو عشوائي وغير منتظم للشعيرات التي لم تتساقط، وهذا أمر طبيعي في هذه المرحلة.
لاداعي للقلق فالبصيلات لا تزال موجودة في الجلد، لكن الشعيرات تتساقط ليخرج مكانها الشعر الجديد.
يمكن أن يكون التساقط جزئياً أو كلياً ويختلف أيضاً من شخص إلى آخر,
من الشهر الثاني إالى الشهر الثالث: بداية نمو الشعر الجديد
تسمى مرحلة الراحة قبل أن تبدأ البصيلات في إنتاج شعر جديد، تقسم هذه المرحلة إلى:
مرحلة نمو البصيلات: في هذه الفترة، تظل البصيلات كامنة ولا تقوم بأي نشاط ظاهر. قد تبدو الحواجب شبه خالية من الشعر أوخفيفة جداً، وهذا أمر طبيعي. تستغرق هذه المرحلة عادة من 2-3 أشهر بعد العملية.
مرحلة بداية النمو الجديد: مع نهاية مرحلة نمو البصيلات تقريباً نهاية الشهر الثالث، ستبدأ شعيرات جديدة بالنمو في منطقة الحواجب. في البداية تكون هذه الشعيرات رفيعة وخفيفة، مع نموغير منتظم، لكنها تدريجياً ستزداد كثافة وتصبح أكثر قوة.
من الشهر الرابع إلى الشهر السادس: ظهور نتائج أولية واضحة
تعتبر هذه المرحلة هي مرحلة تقييم نجاح أو فشل عملية زراعة الحواجب، حيث سيلاحظ تحسن ملحوظ وتغييرات هامه في منطقة الحواجب، منها:
- يزداد عدد الشعيرات النامية بشكل واضح
- يبدأ الحاجب بأخذ شكل أكثر امتلاءً وتناسقاً
- إمكانية تعديل وتنسيق بعض الشعيرات أو قصها حسب توجيهات الطبيب
من الشهر السابع إلى التاسع: مرحلة امتلاء الشعيرات و كثافتها
تعتبر هذه المرحلة من المراحل المتقدمة في عملية تقييم عملية زرع شعر الحواجب، حيث تصبح النتائج أقرب للشكل النهائي للحواجب وكثافتها، وتشمل على تغييرات كبيرة مثل:
- تنمو الشعيرات المزروعة بشكل أكثر كثافة وإنتظامً.
- تحسن المظهر العام للحواجب، حيث يصبح شكل الحاجب أكثر استقراراً، ويبدأ في الإندماج مع باقي ملامح الوجه.
بعد مرور 12 شهراً: النتيجة النهائية الكاملة
بعد مرور عام على زراعة الحواجب، تكون عملية النمو قد إكتملت، وتظهر النتيجة النهائية من حيث:
- الشكل الطبيعي للحواجب و إمتلاءها
- كثافة الشعر
- و أخيرا ثبات النتائج
العوامل المؤثرة في سرعة ظهور النتائج
تختلف سرعة ظهور نتائج زراعة الحواجب من شخص لآخر، وذلك لعوامل متعددة. يساعد فهم هذه العوامل على بناء توقعات واقعية للنتائج، وتحسين فرص نجاحها. فيما يلي أهم العوامل التي تؤثر على سرعة ظهور نتائج زراعة الحواجب:
نوع الجلد
يلعب نوع الجلد دوراً مهماً في سرعة الشفاء و ظهور نتائج الزرع:
- الجلد الدهني: يتميز بسرعة التعافي بسبب الترطيب الطبيعي، لكنه أكثر عرضة للالتهابات.
- الجلد الجاف: يستغرق وقت أطول نسبياً للشفاء لكنه أقل عرضة للالتهابات.
- الجلد الحساس: أكثر عرضة للإحمرار والتهييج، ويستغرق وقت اطول للشفاء وظهور النتائج.
صحة البصيلات
ضعف البصيلات، ومصدرها قد تكون سبباً لتأخر أوضعف النتائج:
- البصيلات القوية: تنمو بشكل أسرع وأفضل، وتعطي نتائج أكثر كثافة.
- البصيلات الضعيفة: قد لا تنمو بشكل جيد أو قد تتساقط بشكل دائم.
- مصدر البصيلات: تعتبرمؤخرة الرأس، المنطقة المثالية للحصول على بصيلات قوية، حيث تكون أقل عرضة للتساقط وأكثر مقاومة للهرمونات التي تسبب تساقط الشعر.مناطق أخرى قد تكون أقل جودة وأكثر عرضة للتساقط.
- التعامل الدقيق: يضمن سلامة البصيلات وزيادة فرص نجاح زراعتها.
- الوقت خارج الجسم: كلما قل الوقت الذي تقضيه البصيلات خارج الجسم، زادت فرص نجاح زراعتها.
تقنية الزراعة المستخدمة: (تقنية FUE أو DHI)
إن التقنيات المستخدمة في زراعة الحواجب تلعب الدورالأكبر في جودة النتائج وسرعة ظهورها، ومنها:
تقنية الاقتطاف المباشر (FUE)
تستخرج هذه التقنية بصيلات الشعرمن المنطقة المانحة بشكل فردي ثم زراعتها في منطقة الحاجب، حيث تتميز بدقة عالية وقلة الأضرار التي تلحق بالأنسجة المحيطة. فترة شفاء أقصر نسبياً، مع نتائج طبيعية.
تقنية الاقتطاف المتقدمة (DHI)
تستخدم هذه التقنية قلم تشوي (Choi Implanter Pen) لزرع البصيلات مباشرة دون الحاجة إلى فتح قنوات مسبقة في منطقة الحاجب. تتميز بدقة عالية وتحكم أفضل في زوايا واتجاه نمو الشعر وبالتالي نتائج أكثر طبيعية.
العناية بعد العملية
العناية الصحية والمناسبة بعد عملية الزرع لاتقل أهمية من عملية الزرع نفسها، بل تعتبر من أهم العوامل المؤثرة في سرعة التماثل للشفاء والحصول على جودة نتائج نهائية مرضية، لتحقيق ذلك يجب:
- التقيد بتعليمات الطبيب يضمن سلامة البصيلات المزروعة ويسرع من عملية الشفاء
- غسل منطقة الحواحب والعناية بالمنطقة المزروعة حسب توصيات الطبيب المختص
- تجنب إزالة القشور أو فرك وحك منطقة البصيلات
- تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس وخاصة خلال المرحلة الأولى بعد الزرع
- تجنب استخدام مواد تنظيف البشرة والتجميل على منطقة الحواجب لمدة شهر على الأقل
- تجنب رسم الحاجبين أو تمشيطهما بعكس اتجاه نمو الشعر.
- الابتعاد عن الأنشطة الرياضية خاصةً الشاقة منها والمسببة للتعرق ولمدة شهر بعد الزرع
- تناول الأطعمة الغنية بالمعادن و الفيتامينات الضرورية لتغذية الشعر
- الحفاظ على ترطيب الجسم عن طريق الإكثار من شرب الماء، يساعد في عملية الشفاء
الخاتمة
ما رأينا في هذه المقالة، تُعدّ زراعة الحواجب إجراءً جراحيًا تجميليًا دائمًا يهدف إلى تعويض الشعر المفقود أو تكثيف الحواجب، مما يُحدث فرقًا كبيرًا في مظهر الوجه وتناسقه، وبالتالي يعزز الثقة بالنفس. لا تظهر نتائج زراعة الحواجب فورًا، بل تمر بعدة مراحل، تبدأ بالتورم والتقشر في الأيام القليلة الأولى، يليها تساقط مؤقت للشعر في الأسابيع التالية، ثم ظهور شعر جديد بعد الشهر الثاني، وصولًا إلى النتائج الأولية المرئية بعد أربعة إلى ستة أشهر. تستمر هذه النتائج في التحسن حتى الوصول إلى النتيجة النهائية بعد عام تقريبًا من العملية.
في النهاية، تُعدّ زراعة الحواجب استثمارًا مربحًا في مظهرك وثقتك بنفسك. مع الطبيب المناسب، والرعاية المناسبة بعد العملية، والفهم الكامل للإجراءات، ومراحل التعافي، والنتائج المتوقعة، يمكنك تحقيق نتائج طبيعية ودائمة تُعزّز جمال وجهك وتناسقه.
