التساقط الطبيعي بعد زراعة الشعر: لماذا تحدث

بعد إجراء زراعة الشعر في الكويت، يبدأ الجسم في التفاعل مع العملية بشكل تدريجي، ويدخل المريض في رحلة تعافي تتضمن مراحل متعددة من التغيرات في فروة الرأس ونمو الشعر. من أهم هذه المراحل ما يُعرف بـ “مرحلة التساقط الطبيعي”، والتي تُعرف طبيًا باسم Telogen Effluvium. تُعد هذه المرحلة من الظواهر المتوقعة والتي تصيب غالبية من خضعوا لعملية الزراعة، وهي لا تعني إطلاقًا فشل العملية أو ضعف البصيلات. بل على العكس، فإن هذا التساقط هو جزء طبيعي من الدورة البيولوجية للشعر، ويُشير إلى أن البصيلات المزروعة دخلت في طور الراحة، استعدادًا للدخول لاحقًا في مرحلة النمو الفعّال. خلال هذه الفترة، يتساقط الشعر الذي تم زرعه حديثًا، بينما تظل البصيلة نفسها حية وسليمة في عمق الجلد.

فهم هذه الظاهرة يمنح المريض راحة نفسية وثقة أكبر في نتائج العملية، ويُساعده على التعامل مع المرحلة الأولى بعد الزراعة بنظرة واقعية واطمئنان كامل بأن ما يمر به مؤقت وطبيعي تمامًا.. هذه الظاهرة لا تشير إلى فشل عملية الزراعة، بل تُعد علامة على أن البصيلات بدأت التكيف مع موقعها الجديد وتستعد لدورة نمو جديدة.

ما هو التساقط الطبيعي بعد زراعة الشعر؟

التساقط الطبيعي بعد زراعة الشعر هو ظاهرة شائعة تحدث لدى غالبية المرضى، وتُعد جزءًا أساسيًا من دورة التعافي. عند نقل البصيلات من المنطقة المانحة إلى المنطقة المستقبلة، تمر البصيلات بمرحلة انتقالية تُعرف طبيًا بمرحلة الراحة أو Telogen Phase. خلال هذه الفترة، تتوقف الشعرة المرتبطة بالبصيلة المزروعة عن النمو وتتساقط، بينما تبقى البصيلة نفسها مستقرة وسليمة تحت سطح الجلد. هذا النوع من التساقط يبدأ عادةً في الأسبوع الثاني أو الثالث بعد الزراعة، وقد يستمر لمدة تتراوح بين أسبوعين إلى شهرين. على الرغم من أن فقدان الشعر المزروع قد يبدو مقلقًا، إلا أنه في الواقع دليل على أن الجسم يتفاعل بطريقة طبيعية مع العملية، وأن البصيلات دخلت في مرحلة استعداد لإنتاج شعر جديد.

النقطة الأهم: ما يتساقط هو ساق الشعرة فقط، وليس الجذر أو البصيلة، مما يعني أن الشعر سينمو مجددًا بمجرد انتهاء المرحلة الانتقالية.

من المهم خلال هذه المرحلة أن يتحلّى المريض بالصبر وأن يفهم أن هذا التساقط مؤقت وطبيعي، ولا يعني أبدًا أن الزراعة قد فشلت أو أن البصيلات قد تضررت.

لماذا يحدث التساقط الطبيعي؟

هناك عدة عوامل تؤدي إلى حدوث هذه المرحلة:

• دورة نمو الشعر الطبيعية: كل شعرة تمر بدورة حياة مكونة من ثلاث مراحل: النمو (Anagen)، والراحة (Telogen)، والتساقط (Catagen). بعد الزراعة، تدخل العديد من البصيلات مرحلة الراحة تلقائيًا كاستجابة لتغيير البيئة والمحفزات الحيوية حولها. وهذا يجعل الشعر المتصل بها يتساقط، لكنه يعود للنمو لاحقًا بشكل طبيعي.
• الإجهاد الجسدي: عملية زراعة الشعر تتطلب تدخل جراحي دقيق، ما يضع الجسم تحت حالة من الإجهاد الجسدي، حتى لو كانت طفيفة. هذا التوتر الجسدي يمكن أن يؤثر على بصيلات الشعر من حيث النمو مؤقتًا، مما يؤدي إلى دخولها في مرحلة التوقف عن الإنتاج لفترة قصيرة.
• نقص مؤقت في التروية الدموية: عند زراعة البصيلات، يتم فصلها عن أوعيتها الدموية الأصلية، وتحتاج إلى وقت لإعادة تكوين اتصالها الدموي في المنطقة الجديدة. خلال هذه المرحلة، تقل نسبة الأوكسجين والمواد الغذائية الواصلة إليها، مما يؤدي إلى توقفها عن دعم نمو الشعر مؤقتًا حتى تستعيد نشاطها.

الفرق بين التساقط الطبيعي وصدمة ما بعد الزراعة

فيما يلي جدول يوضح الفروقات الرئيسية بين ظاهرتي التساقط الطبيعي و”صدمة ما بعد الزراعة” لمساعدتك في التمييز بينهما بوضوح:

للمزيد من المعلومات حول “صدمة ما بعد الزراعة”، اقرأ مقالنا المتخصص: الصدمة بعد زراعة الشعر

متى يبدأ الشعر المزروع في النمو مجددًا؟

بعد انتهاء مرحلة التساقط الطبيعي، تدخل البصيلات المزروعة في مرحلة النمو النشط (Anagen Phase). يبدأ هذا النمو عادةً بين الشهر الثالث والسادس بعد العملية، ويختلف من شخص لآخر حسب عوامل عدة مثل الصحة العامة، كثافة المنطقة المزروعة، ونوعية العناية بعد الجراحة. في البداية، يكون الشعر الجديد ناعمًا ورقيقًا، لكنه يزداد كثافة وسماكة بشكل تدريجي مع مرور الأشهر. من الشائع أن يبدأ بعض المرضى بملاحظة نمو واضح في بعض المناطق قبل غيرها، خاصةً إذا كانت فروة الرأس تتلقى تغذية دموية أفضل.

تكتمل أغلب النتائج النهائية بين الشهر التاسع والثاني عشر، لكن في بعض الحالات – خاصةً في منطقة التاج – قد تستمر التحسينات في الكثافة حتى 15 أو حتى 18 شهرًا بعد العملية.

لتحقيق أفضل النتائج، من الضروري الالتزام بتعليمات الطبيب، الحفاظ على تغذية متوازنة، وتجنب العوامل التي تؤثر سلبًا على نمو الشعر مثل التدخين، القلق المستمر، أو استخدام المنتجات غير المناسبة.

كيف تتعامل مع مرحلة التساقط الطبيعي؟

مرحلة التساقط الطبيعي قد تكون مزعجة نفسيًا، لكنها جزء طبيعي ومتوقع من عملية التعافي. التعامل معها بشكل صحيح يُساعد في تقليل القلق ويُهيئ فروة الرأس لنمو صحي ومستقر.

• ابقَ هادئًا: التساقط دليل على أن الجسم يتفاعل طبيعيًا.
• اتبع تعليمات الطبيب: اغسل الشعر بلطف، لا تحك الرأس، وابتعد عن أشعة الشمس المباشرة.
• اهتم بتغذيتك: ركّز على البروتين، الحديد، الزنك، وفيتامينات B.
• تجنب المواد الكيميائية: مثل الجل والشامبو التجاري.
• قلل من التوتر: التوتر يؤثر سلبًا على الدورة الدموية ونمو الشعر.

متى يجب القلق ومراجعة الطبيب؟

في معظم الحالات، يُعتبر تساقط الشعر بعد الزراعة أمرًا طبيعيًا ولا يدعو للقلق. لكن في بعض الأحيان، قد تظهر مؤشرات تشير إلى وجود مشكلة تحتاج إلى تدخل الطبيب. من أبرز هذه الحالات استمرار التساقط لأكثر من أربعة أشهر دون أن تلاحظ أي علامات على بدء نمو الشعر الجديد، أو إذا بدأت تظهر فراغات واضحة في مناطق لم تخضع للزراعة.

كذلك، أي أعراض غير مألوفة مثل الاحمرار الشديد، الألم المستمر، أو التورم الذي لا يختفي بعد أيام، قد تكون مؤشرًا على التهاب أو مشكلة في تعافي فروة الرأس. في هذه الحالات، لا تنتظر كثيرًا، ويفضل مراجعة الطبيب المختص لمعاينة الحالة وتقديم التوصيات المناسبة في الوقت المناسب..

لماذا تختار عيادة Padra لمتابعة ما بعد الزراعة؟

اختيار العيادة المناسبة لا يقل أهمية عن العملية نفسها، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالمتابعة الطبية الدقيقة بعد الزراعة. في عيادة Padra، نحرص على تقديم تجربة متكاملة تبدأ من الاستشارة الأولى وتمتد لما بعد انتهاء العملية، لضمان أفضل نتائج ممكنة لكل مريض.

نوفّر في جميع فروعنا (دبي، الرياض، الدوحة، الكويت، تورنتو) طاقمًا طبيًا مؤهلاً يتابع حالتك خطوة بخطوة، ويقدّم لك خطة علاجية مخصصة تتوافق مع نوع شعرك ودرجة التساقط وظروفك الفردية. كما نُولي اهتمامًا بالغًا بمراحل ما بعد الزراعة، لأننا نؤمن أن المتابعة الجيدة هي مفتاح النجاح. ابدأ رحلتك بثقة، ودع فريقنا يهتم بجميع التفاصيل حتى تصل إلى النتيجة التي تطمح لها بأمان وراحة تامة.، ودع فريقنا يعتني بكل تفاصيل التعافي بعد الزراعة.