يمر الشعر بدورة حياة طبيعية تُعرف باسم Hair growth cycle، تبدأ من نمو الشعرة داخل بصيلات الشعر (Hair follicles) ثم مرحلة الاستقرار، وصولًا إلى السقوط لتعطي المجال لشعرة جديدة. هذا التساقط يُعدّ جزءًا طبيعيًا من عملية تجدد الشعر، ويُعرف طبيًا باسم Hair shedding. لكن كثيرًا ما يتساءل الناس: ما هو معدل تساقط الشعر الطبيعي؟ في الواقع، يتراوح العدد ما بين 50 إلى 100 شعرة يوميًا، ويُعتبر هذا الرقم مؤشرًا طبيعيًا على صحة الشعر وتجدد دورته. غير أن القلق يبدأ حين يتجاوز التساقط هذا الحد أو يصاحبه ظهور فراغات الشعر أو أعراض أخرى، مما قد يشير إلى Hair loss يحتاج متابعة طبية.
ما هو المعدل الطبيعي لتساقط الشعر؟
من الطبيعي أن يتساقط الشعر يوميًا كجزء من رحلته الحيوية. فالشعرة مثلها مثل أي خلية في الجسم، تمر بمراحل من النمو والراحة ثم تنسحب لتُفسح المجال لغيرها. ووفق ما يشير إليه موقع الجمعية الأمريكية للأمراض الجلدية، فإن المعدل الطبيعي لهذا التساقط يتراوح ما بين 50 إلى 100 شعرة يوميًا. هذا الرقم قد يبدو كبيرًا للبعض، لكنه في الحقيقة علامة على دورة حياة نشطة وصحية للشعر.
مدى اتساع هذا المعدل (50–100 شعرة أم أكثر)
في غالبية الأوقات يبقى التساقط ضمن هذا النطاق، غير أن هناك بعض الأوقات التي قد يزداد فيها بشكل ملحوظ دون أن يكون مدعاة للقلق. على سبيل المثال:
- التغيرات الموسمية: حيث أشارت دراسات إلى أنّ الشعر يتساقط بوتيرة أعلى خلال فصل الخريف، وكأن فروة الرأس تُجدد نفسها استعدادًا لموسم جديد.
- مرحلة ما بعد الولادة: وكما أوضحت مايو كلينك، فإن انخفاض هرمونات الحمل، خصوصًا الإستروجين، يؤدي إلى تساقط كثيف مؤقت لدى الأمهات، لكنه غالبًا ما يتحسن بشكل طبيعي خلال بضعة أشهر.
هل يختلف المعدل حسب الجنس أو العمر؟
- العمر: الشباب عادة ينعمون بشعر أكثر حيوية وكثافة، بينما يبدأ مع التقدم في السن فقدان تدريجي للكثافة نتيجة تباطؤ دورة النمو، وهو ما أكدته أبحاث نُشرت في المجلة الأمريكية للأمراض الجلدية.
- الجنس: النساء يلاحظنّ التساقط أكثر، ببساطة لأن طول الشعر وكثافته يجعلان الشعر المتساقط أكثر وضوحًا، في حين أن الرجال غالبًا ما يواجهون نمطًا مختلفًا يتمثل في تساقط تدريجي يرتبط بما يُعرف بالصلع الوراثي.
- نوع الشعر: الشعر الكثيف أو المجعد قد يخفي آثار التساقط مقارنة بالشعر الناعم أو الخفيف، رغم أن العدد الكلي للشعرات المتساقطة يظل متقاربًا بين الجميع.
وهكذا، فإن رؤية بضع شعرات على الوسادة في الصباح، أو ملاحظتها أثناء غسل الشعر، لا ينبغي أن تثير القلق. فهي في الغالب انعكاس طبيعي لما يُسمى بعملية تجدد الشعر، وليست بالضرورة إشارة إلى مشكلة مرضية.
كيف تميّز بين التساقط الطبيعي والتساقط المرضي؟
قد يكون من الصعب على الكثيرين التفرقة بين التساقط الذي يُعتبر جزءًا من دورة حياة الشعر الطبيعية، وذلك الذي يُنذر بخلل صحي يحتاج إلى متابعة. فالتساقط الطبيعي – كما أوضحت الجمعية الأمريكية للأمراض الجلدية – يتراوح غالبًا بين 50 إلى 100 شعرة يوميًا، ويحدث دون أن يترك أثرًا ملحوظًا على كثافة الشعر أو مظهر فروة الرأس. أما التساقط المرضي، فهو حالة مختلفة, حيث يبدأ الشعر بالتساقط بمعدلات تفوق الطبيعي.
علامات تشير إلى تساقط غير طبيعي
بحسب موقع ويب ميد، فإن من أبرز المؤشرات التي تستدعي الانتباه:
- تساقط كتل من الشعر أثناء التمشيط أو الاستحمام
- تساقط شعر الحاجبين أو الرموش إلى جانب شعر الرأس
- ملاحظة ترقّق واضح في مناطق محددة من فروة الرأس بدلًا من تساقط متناثر
متى يجب القلق؟
ينبغي القلق حين يتحول التساقط من حالة عابرة إلى ظاهرة مستمرة تزداد سوءًا مع الوقت. فمثلًا، إن تجاوز عدد الشعرات المتساقطة 150 شعرة يوميًا، ظهرت بقع فارغة واضحة، أو ترافق التساقط مع أعراض أخرى، فإن الأمر قد يتجاوز مجرد Hair Shedding طبيعي ليصبح شكلًا من أشكال Hair Loss يحتاج إلى تقييم من طبيب مختص .إن التمييز المبكر بين الحالتين يمنح فرصة أفضل للعلاج ويُجنب تفاقم المشكلة. فالشعر مرآة لصحة الجسد، وأي خلل فيه قد يكون انعكاسًا لعوامل داخلية تحتاج إلى رعاية خاصة.
طرق تقييم وقياس تساقط الشعر
كثيرًا ما يتساءل الناس: كيف أعرف إن كان تساقط شعري طبيعيًا أم يتجاوز الحدود المألوفة؟ في الحقيقة، هناك طرق بسيطة يمكن تطبيقها في المنزل، وأخرى أكثر دقة يلجأ إليها الأطباء لتقييم الوضع بشكل علمي.
اختبار السحب للشعر (Hair Pull Test)
هو من أكثر الاختبارات شيوعًا، حيث يُجرى الاختبار عبر سحب مجموعة صغيرة من الشعر (حوالي 40 – 60 شعرة) بلطف من فروة الرأس. فإذا تساقطت من 1 إلى 3 شعرات فقط، فهذا يدخل في نطاق الطبيعي. أما إذا كان العدد يتجاوز 10 شعرات، فقد يشير ذلك إلى وجود تساقط مرضي يحتاج متابعة.
اختبار المشط (Comb Test)
كما أوضح ويب ميد، يُمكن للمريض استخدام مشط نظيف وتمشيط الشعر من فروة الرأس نحو الأطراف فوق قطعة قماش بيضاء أو ورقة نظيفة. بعد ذلك يتم عدّ الشعرات المتساقطة. إن كان العدد كبيرًا بشكل متكرر، فهذا يُعتبر إشارة إلى أن التساقط يتجاوز المعدل المعتاد.
حساب التساقط الأسبوعي أو الشهري
رغم أنه قد يبدو مملًا، إلا أن بعض الدراسات ,التي أشارت إليها مايو كلينك, توصي بتجربة جمع الشعر المتساقط على مدار اليوم، سواء على الوسادة أو أثناء الاستحمام، لعدة أيام متتالية. إذا كان المتوسط أقل من 100 شعرة يوميًا، فالأمر غالبا ما يكون طبيعيًا. أما إذا تجاوز الحد بشكل مستمر، فهذا مؤشر يُستحسن عرضه على طبيب مختص.
علامات أخرى لمعرفة الفرق بين تساقط الشعر الطبيعي والغير الطبيعي
الفحوص الطبية و تحالیل تساقط الشعر المتقدمة حيث أنّه في بعض الحالات، يلجأ الأطباء إلى وسائل أكثر تخصصًا مثل:
- الفحص المجهري للشعر: لفحص بنية الشعر والبصيلات بدقة.
- اختبارات الدم : للكشف عن نقص الفيتامينات أو اضطراب الغدة الدرقية، وهما من أبرز أسباب التساقط.
العوامل المؤثرة في تساقط الشعر
تساقط الشعر قد يكون جزءًا طبيعيًا من دورة نموه، لكنه أحيانًا يرتبط بعدة عوامل تؤثر على صحته وكثافته. من أبرز العوامل المؤثرة في تساقط الشعر: الوراثة، التي تحدد نمط الصلع الوراثي (Androgenetic Alopecia)، والتغيرات الهرمونية خاصة تلك التي تحدث خلال فترة الحمل أو سن اليأس، إضافةً إلى سوء التغذية ونقص الفيتامينات والمعادن الأساسية كالحديد والزنك وفيتامين D، والتي تضعف بصيلات الشعر.
كما يلعب التوتر النفسي المزمن دورًا مهمًا في تسريع التساقط، فيما تساهم العادات اليومية مثل الإفراط في استخدام أجهزة التصفيف الكهربائية والحرارة العالية أو المواد الكيميائية في إضعاف الشعر وتكسره. معرفة هذه العوامل يساعدك على التمييز بين التساقط الطبيعي المؤقت، وبين حالات تتطلب تدخلًا طبيًا أو علاجًا متخصصًا.
ما هي علاجات تساقط الشعر في بادرا
إنّ فهم هذه العوامل يساعد في التمييز بين التساقط العابر الذي لا يدعو للقلق، وبين الحالات التي تستدعي متابعة طبية وعلاجًا مناسبًا. لذا, تقدّم بادرا مجموعة متكاملة من علاجات تساقط الشعر الحديثة والتي تهدف إلى تقوية بصيلات الشعر وتحفيز نموه الطبيعي، وهي حلول مدعومة بأحدث التقنيات الطبية, ومن أبرزها:
- ليزر فوتونا للشعر: يعتمد هذا العلاج على تقنية الليزر منخفض الطاقة لتحفيز الدورة الدموية في فروة الرأس، مما يعزز تغذية البصيلات ويقوي الشعر من الجذور. هذه الطريقة فعّالة للحد من تساقط الشعر وتحسين كثافته بشكل ملحوظ.
- الميزوثيرابي للشعر: يتضمن هذا الإجراء حقن مجموعة من الفيتامينات والمعادن الأساسية مباشرة في فروة الرأس، لتقوية بصيلات الشعر وتحسين جودة الشعر الحالي وتحفيز نمو شعيرات جديدة.
- حقن PRP (Platelet-Rich Plasma): تعتمد تقنية PRP على استخدام صفائح الدم الغنية بالعوامل النمو المحفزة للشعر. يُستخرج الدم من المريض نفسه ويُعالج ليُحقن في فروة الرأس، ما يعزز نمو الشعر ويقوي البصيلات الضعيفة.
- إكسوزوم وفيلر الشعر: تُعد علاجات الإكسوزوم والفيلر من أحدث الابتكارات الطبية في مجال علاج تساقط الشعر، حيث تساعد على تجديد خلايا فروة الرأس وتحفيز نمو الشعر الجديد بطرق غير جراحية.
تُظهر نتائج هذه العلاجات في بادرا تحسنًا ملحوظًا في قوة الشعر وكثافته، خصوصًا عند الجمع بين أكثر من تقنية بحسب حالة كل مريض. من المهم التأكيد على أن التشخيص المسبق والمتابعة الطبية الدقيقة هما أساس نجاح أي برنامج علاجي.
الخاتمة والاستنتاجات
يُعد تساقط الشعر جزءًا طبيعيًا من دورة نموه، إذ يفقد الشخص عادةً ما بين 50 و100 شعرة يوميًا. ومع ذلك، فإن التساقط المفرط أو ظهور فراغات على فروة الرأس قد يكون مؤشّرًا على مشكلة تحتاج إلى تقييم طبي. العوامل المؤثرة على التساقط متعددة، بدءًا من العوامل الوراثية والهرمونات، مرورًا بسوء التغذية والتوتر النفسي، وصولًا إلى العادات اليومية والتعرض للحرارة والمواد الكيميائية بشكل مستمر.
الحفاظ على صحة الشعر يتطلب وعيًا بهذه العوامل، واتباع نمط حياة صحي، مع التغذية المتوازنة واستخدام منتجات مناسبة للشعر. وفي حال تجاوز التساقط الحدود الطبيعية أو ظهرت علامات غير طبيعية، فإن التدخل المبكر هو مفتاح العلاج الفعال. في بادرا، تُقدم حلولًا متقدمة وفعّالة لعلاج تساقط الشعر، تشمل تقنيات ليزر فوتونا، الميزوثيرابي، PRP، الإكسوزوم، وفيلر الشعر، لتقوية البصيلات وتحفيز نمو الشعر الطبيعي. بفضل التشخيص الدقيق والمتابعة المستمرة، يمكن لكل مريض استعادة صحة شعره وكثافته بشكل ملحوظ، ما يمنحه ثقة أكبر ومظهرًا أكثر حيوية.





