فروة الرأس تُعدّ منطقة حساسة من الجلد تتعرض يوميًا لعوامل بيئية، وهرمونية، ومناعية، مما يجعلها عرضة للإصابة بعدد كبير من الأمراض الجلدية التي قد تؤثر في صحة الشعر ومظهره. تشمل أمراض فروة الرأس حالات شائعة مثل القشرة، والإكزيما الدهنية، والصدفية، إضافة إلى التهابات فطرية كـتينيا كابيتيس، وأمراض مناعية مثل الثعلبة والحزاز. كما قد تحدث التهابات بكتيرية أو طفيلية مثل التهاب بصيلات الشعر أو الإصابة بـ القمل. في هذا المقال، سنتناول جميع جوانب أمراض فروة الرأس بتفصيل، من الأسباب والأعراض وحتى طرق الوقاية والعلاج، لتكون لديك صورة شاملة تساعدك في فهم حالتك أو حماية شعرك من أي اضطرابات جلدية تؤثر عليه.
قائمة بأشهر أمراض فروة الرأس
فيما يلي لمحة عن أشهر أمراض فروة الرأس التي تؤثر على صحة الشعر والجلد المحيط به:
1- الثعلبة البقعية(Alopecia Areata)
الثعلبة البقعية هي اضطراب مناعي ذاتي يؤدي إلى تساقط مفاجئ للشعر على شكل بقع دائرية خالية من الشعر، وقد يتطور ليشمل فروة الرأس بالكامل أو حتى شعر الجسم. يحدث ذلك عندما يهاجم الجهاز المناعي بصيلات الشعر ظناً منه أنها أجسام غريبة، دون أن يُسبب تدميراً دائماً لها، مما يسمح بعودة النمو في بعض الحالات. تختلف شدة تساقط الشعر بين شخص وآخر، و من أهم أسباب الثعلبة التي ذكرت أيضًا في الدراسات في عام 2022 يمكن أن نشير الى عوامل وراثية أو النفسية مثل التوتر. العلاج يعتمد على مدى تطور الحالة، وقد يشمل الكورتيكوستيرويدات الموضعية، العلاج المناعي، أو تقنيات حديثة مثل العلاج بالضوء.

أفضل طرق علاج الثعلبة تعتمد على نوعها ودرجة شدّتها، وتشمل استخدام الكورتيكوستيرويدات الموضعية أو الحقن لتقليل الالتهاب وتثبيط المناعة، إلى جانب محلول المينوكسيديل الذي يُحفّز نمو الشعر بشكل فعّال، كما يمكن اللجوء إلى العلاجات المناعية الموضعية أو مثبطات إنزيم JAK للحالات المتقدمة، بالإضافة إلى خيارات داعمة مثل العلاج بالبلازما أو الليزر. وتُعزز النتائج من خلال تحسين التغذية، استخدام الزيوت الطبيعية، وتقليل التوتر، مع أهمية المتابعة الطبية المنتظمة لضمان استجابة فعالة للعلاج وتجنّب تفاقم الحالة.
2- الصدفية الجلدية (Scalp Psoriasis)
الصدفية الجلدية هي اضطراب مزمن في المناعة الذاتية يؤدي إلى تجدد خلايا الجلد بشكل مفرط وسريع، مما يُسبب تراكمها على سطح الجلد وظهور بقع حمراء مغطاة بقشور بيضاء أو فضية. يمكن أن تصيب فروة الرأس وتسبب حكة شديدة وجفافاً وتقشراً ملحوظاً، وقد تتفاقم الحالة بفعل عوامل مثل الضغط النفسي أو العدوى أو تغيّرات الطقس. على الرغم من أن الصدفية غير معدية، إلا أنها قد تؤثر على الثقة بالنفس وتتطلب علاجاً مستمراً يضم مرطبات، وكورتيكوستيرويدات، وعلاجات بيولوجية في الحالات الشديدة.

يتم تشخيص الصدفية بشكل أساسي عبر الفحص السريري من قبل طبيب الجلدية، حيث يتم تقييم مظهر الجلد وفروة الرأس، خصوصاً وجود بقع حمراء مرتفعة مغطاة بقشور بيضاء أو فضية. في الحالات غير الواضحة أو المعقدة، يُطلب إجراء خزعة جلدية يتم فيها أخذ عينة صغيرة من الجلد لتحليلها تحت المجهر بهدف التأكد من وجود علامات فرط نمو خلايا الجلد والتهاب مزمن. كما يعتمد التشخيص على السجل الطبي للمريض وتاريخ العائلة، وقد يُطلب أحياناً إجراء فحوصات دم لاستبعاد أمراض أخرى أو لتقييم الحالة المناعية. التشخيص المبكر والدقيق يُعدّ أساساً لوضع خطة علاج فعالة تمنع تفاقم الحالة وتُحسن جودة حياة المريض.
ما الفرق بين الصدفية والأكزيما؟
الفرق بين الصدفية والأكزيما يكمن في طبيعة كل حالة وأسبابها، حيث تُعد الصدفية اضطراباً مناعياً يؤدي إلى تجدد خلايا الجلد بسرعة مفرطة، مما يُسبب لويحات حمراء مرتفعة مغطاة بقشور فضية سميكة ومصحوبة بحكة شديدة. أما الأكزيما، فهي التهاب جلدي يمكن أن يكون ناتجاً عن تحسس أو عوامل بيئية، وتظهر على شكل بقع حمراء ملتهبة، أحياناً مصحوبة ببثور صغيرة أو جفاف وتقشر. الصدفية غالباً ما تكون مزمنة وتتطلب علاجاً طويل الأمد، بينما الأكزيما قد تكون مؤقتة وتُثار بالعوامل المحيطة أو التوتر، وتستجيب بشكل أفضل للعلاج الموضعي والمهدئات الجلدية.
هل تنجح زراعة الشعر لمرضى الصدفية؟
3- سعفة الرأس (Tinea Capitis)
سعفة الرأس أو الفطريات من مشاكل الشعر المعروفة أيضاً باسم “تينيا الرأس”، هي عدوى فطرية شائعة تصيب فروة الرأس وغالباً ما تنتشر بين الأطفال عن طريق التلامس المباشر أو مشاركة الأدوات الشخصية. تتميز بظهور بقع متقشرة دائرية أو غير منتظمة، يصاحبها تساقط للشعر، احمرار وحكة شديدة. في بعض الحالات، قد تتطور لتسبب انتفاخات صغيرة مملوءة بالصديد تُعرف باسم “كيراتين”، مما يستدعي العلاج الفوري. يتم العلاج عادةً باستخدام مضادات الفطريات عن طريق الفم، بالإضافة إلى العناية الموضعية والنظافة الشخصية لتجنب العدوى المتكررة أو انتقالها للآخرين.
ما أفضل شامبو لعلاج سعفة الرأس؟
لعلاج سعفة الرأس، يُستخدم شامبو طبي يحتوي على مكونات مضادة للفطريات تساعد في القضاء على العدوى وتقليل الأعراض مثل الحكة والتقشر. من أبرز هذه المكونات: الكيتوكونازول، الذي يثبط نمو الفطريات بشكل فعال، و كبريتيد السيلينيوم الذي يقلل من إفراز الدهون ويقيد نشاط الفطريات. كذلك يُستخدم بيريثيون الزنك لتخفيف الالتهاب، وقطران الفحم في الحالات المصاحبة لقشرة شديدة. يُنصح باستخدام هذه الأنواع من الشامبو مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً، وتركها على فروة الرأس لبضع دقائق قبل الشطف. كما يجب تجنب مشاركة أدوات الشعر والنظافة الجيدة لمنع انتقال العدوى للآخرين.

في بعض الحالات، يمكن استخدام الأعشاب كعلاج مساعد لفطريات الشعر، خصوصًا في المراحل الأولية أو للحد من الأعراض، ولكنها لا تُعدّ بديلاً عن العلاج الطبي الموثوق مثل مضادات الفطريات الفموية أو الموضعية. من الأعشاب المستخدمة تقليديًا: زيت شجرة الشاي الذي يحتوي على خصائص مضادة للفطريات والبكتيريا، وزيت الثوم الذي يُعتقد أنه يحدّ من نمو الفطريات، بالإضافة إلى منقوع الزعتر أو إكليل الجبل كمضاد طبيعي للالتهاب. رغم ذلك، يجب توخي الحذر عند استخدامها، خاصة للأطفال أو من لديهم بشرة حساسة، ويُنصح دائمًا باستشارة طبيب الجلدية قبل اعتماد أي علاج عشبي لتجنّب المضاعفات أو تفاقم العدوى.
4- الإكزيما الدهنية (Seborrheic Dermatitis)
حسب الدراسات الإكزيما الدهنية هي اضطراب جلدي مزمن يصيب المناطق الغنية بالغدد الدهنية مثل فروة الرأس، ويتميز بظهور قشور صفراء أو بيضاء مع احمرار وتهيج في الجلد، وقد يصاحبها حكة مزعجة. تُعد فطريات المالاسيزيا أحد الأسباب المحتملة لتفاقم الحالة، كما أن العوامل الوراثية والهرمونية والإجهاد تلعب دوراً في ظهورها. تختلف شدة الإكزيما الدهنية من شخص لآخر، وقد تزيد في فصل الشتاء أو مع التوتر النفسي. ويُعالج المرض عادةً باستخدام شامبو طبي يحتوي على مضادات الفطريات، وكورتيكوستيرويدات موضعية، مع الحرص على النظافة والترطيب المستمر لفروة الرأس.

الإكزيما الدهنية تظهر غالبًا في المناطق الغنية بالغدد الدهنية في الجسم، وأشهرها فروة الرأس، حيث تُسبب تقشرًا دُهنيًا مائلًا إلى الصفار مع حكة مستمرة. كما تنتشر في الوجه، خاصة حول الأنف، خلف الأذنين، فوق الحاجبين، وعلى جانبي الرأس. ويمكن أن تظهر أيضاً في منطقة الصدر أو بين ثنايا الجسم مثل تحت الإبطين أو حول الفخذين. هذه المناطق تتفاعل بشكل مفرط مع الزيوت الطبيعية التي يفرزها الجلد، مما يؤدي إلى التهاب مزمن وتقشر دهني متكرر. وتُعد فروة الرأس والوجه الأكثر عرضة لتفاقم الحالة بسبب تعرضها للعوامل البيئية والمهيجات الخارجية كمنتجات العناية أو تغيّرات الطقس.
النظام الغذائي يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الإكزيما، إذ تُظهر الدراسات أن بعض الأطعمة قد تُفاقم الالتهاب أو تُحفّز ظهور الأعراض، خصوصًا تلك الغنية بالسكر المكرر، الدهون الصناعية، والمكونات المسببة للحساسية مثل منتجات الألبان أو الغلوتين لدى البعض. بالمقابل، تناول أغذية غنية بالأوميغا-3 مثل السمك، وبالفيتامينات والمعادن مثل الزنك وفيتامين D، قد يساعد في تهدئة البشرة ودعم المناعة. كما أن إدراج الخضروات الورقية والفواكه الطازجة له تأثير مضاد للالتهاب، ويُفضّل تجنّب الكحول والكافيين الزائد لأنهما يزيدان من جفاف الجلد. ومع أن تأثير الطعام يختلف من شخص لآخر، إلا أن مراقبة النظام الغذائي وتسجيل الأعراض يمكن أن يكون خطوة فعالة في تحسين حالة الإكزيما.
4-التهاب جريبات الشعر (Folliculitis)
التهاب الجريبات أو بصيلات الشعر هو حالة جلدية تحدث عندما تُصاب بصيلات الشعر بعدوى بكتيرية أو فطرية، ما يؤدي إلى ظهور بثور صغيرة، حمراء أو ممتلئة بالصديد، غالباً تكون مؤلمة أو مصحوبة بحكة. يمكن أن ينتج الالتهاب عن الحلاقة، الاحتكاك المتكرر، أو انسداد المسام، وقد يظهر على شكل نقاط منتشرة أو مناطق متجمعة من التهيج. في الحالات البسيطة، يشفى تلقائياً أو باستخدام مضادات موضعية، بينما الحالات المزمنة أو العميقة قد تتطلب تدخل طبي بمضادات حيوية عن طريق الفم أو علاجات مضادة للفطريات. الاهتمام بالنظافة وتجنب مسببات التهيج يعد من أهم خطوات الوقاية.

كيف أفرق بين التهاب البصيلات وحب الشباب؟
الفرق بين التهاب البصيلات وحب الشباب يكمن في منشأ كل حالة ومظهرها الجلدي؛ فـالتهاب البصيلات ينتج غالبًا عن عدوى بكتيرية أو فطرية تصيب فتحات الشعر مباشرة، ويظهر على شكل بثور صغيرة أو حمراء مليئة بالصديد موزعة حول بصيلات الشعر، وغالبًا ما تكون مؤلمة عند اللمس، وقد تظهر في فروة الرأس أو الجسم بعد الحلاقة أو الاحتكاك. أما حب الشباب فينشأ من انسداد المسام نتيجة تراكم الدهون وخلايا الجلد الميتة، وغالبًا ما يظهر في الوجه، الظهر أو الصدر، ويشمل رؤوسًا سوداء وبيضاء، وبثور التهابية لا تكون دائماً مرتبطة بالشعر. ويمكن أن يُصاحب حب الشباب تورم تحت الجلد أو تكوّن كتل صلبة. التشخيص الدقيق يعتمد على الموقع، عدد البثور، شكلها، ووجود أعراض مصاحبة كالتهيج أو الحكة أو الألم.
5- القوباء المنطقية أو الهربس النطاقي (Herpes Zoster)
القوباء المنطقية هي عدوى فيروسية سببها فيروس Varicella-Zoster، وهو نفس الفيروس المسبب لجدري الماء. بعد الإصابة بالجدري المائي، يبقى الفيروس خاملاً في الأعصاب لسنوات ثم يُعاد تنشيطه في مرحلة لاحقة من العمر، خاصة عند ضعف المناعة أو التوتر الشديد. يظهر المرض على شكل طفح جلدي مؤلم أو حارق على هيئة شريط يمتد عادة في جهة واحدة من الجسم أو الرأس، وقد تصاحبه حكة أو وخز وأحيانًا حمى خفيفة. عند إصابة فروة الرأس، يمكن أن يؤدي الالتهاب الموضعي إلى تساقط مؤقت أو دائم للشعر في المنطقة المصابة.
العلاج يعتمد على سرعة التشخيص، إذ يُنصح بالبدء بمضادات الفيروسات مثل الأسيكلوفير (Acyclovir) أو فالاسيكلوفير (Valacyclovir) خلال أول 72 ساعة من ظهور الطفح لتقليل الأعراض والمضاعفات. كما يُستخدم المسكنات ومضادات الالتهاب لتخفيف الألم، وأحيانًا كريمات موضعية ملطفة. في حال حدوث تساقط شعر، يُنصح بترك المنطقة دون شدّ أو حكّ، واستعمال شامبوهات لطيفة مع متابعة الطبيب الجلدي لمنع التندّب الدائم.

6- الذئبة الحمامية القرصية (Discoid Lupus Erythematosus)
الذئبة الحمامية شكل مزمن من أمراض المناعة الذاتية تصيب الجلد، خصوصًا فروة الرأس والوجه. تتسبب في ظهور بقع حمراء سميكة ومتقشرة مع التهاب شديد حول بصيلات الشعر، مما يؤدي بمرور الوقت إلى تندّب وفقدان دائم للشعر في المناطق المصابة. تظهر الحالة غالبًا لدى النساء، وتُثار بفعل التعرض للشمس أو التوتر أو الاضطرابات الهرمونية.
يهدف العلاج إلى السيطرة على الالتهاب ومنع تدهور الحالة. تُستخدم عادة الكورتيكوستيرويدات الموضعية أو الحقنية، والأدوية المناعية مثل هيدروكسي كلوروكين (Hydroxychloroquine). كما يُنصح بتجنّب التعرض المباشر لأشعة الشمس واستعمال واقيات شمس قوية، مع متابعة طبية منتظمة. في الحالات التي يحدث فيها تندّب دائم، يمكن التفكير في زراعة الشعر بعد استقرار الحالة تمامًا.

7- الحزاز المسطح (Lichen Planopilaris)
الحزاز المسطح مرض جلدي مناعي يهاجم فيه الجهاز المناعي بصيلات الشعر والجلد، مسببًا التهابات وبقعًا بنفسجية اللون مع حكة وتقشر في فروة الرأس. مع مرور الوقت، قد تضعف بصيلات الشعر وتتلف بشكل دائم، مما يؤدي إلى تساقط لا رجعة فيه في بعض المناطق. يُعدّ من الأمراض المزمنة التي قد تعود على شكل نوبات.
العلاج يهدف إلى تقليل الالتهاب ووقف تقدّم المرض. يُستخدم الكورتيزون الموضعي أو الجهازي، بالإضافة إلى مضادات المناعة مثل سيكلوسبورين أو ميثوتريكسات في الحالات الشديدة. يُنصح بتجنّب الخدش والاحتكاك المفرط بفروة الرأس، واستخدام شامبوهات لطيفة غير معطرة. بعد استقرار المرض، قد يُلجأ إلى العلاجات التحفيزية لنمو الشعر أو زراعة الشعر في المناطق الخالية إذا لم يكن هناك نشاط التهابي.

8- الثعلبة الإندروجينية (Androgenic Alopecia)
من هي أكثر أشكال الصلع شيوعًا عند الرجال والنساء، ناتجة عن تأثير هرمون الديهيدروتستوستيرون (DHT) على بصيلات الشعر، ما يؤدي إلى تقلصها التدريجي وضعف نمو الشعر الجديد. عند الرجال يبدأ الصلع عادة من مقدمة الرأس أو التاج، أما عند النساء فيظهر كترقق عام في منتصف الفروة دون انحسار واضح في خط الشعر. العامل الوراثي يلعب دورًا أساسيًا في تطور الحالة.
حسب الدراسات المنختلفة العلاج يهدف إلى إبطاء تساقط الشعر وتحفيز نموه. أكثر العلاجات فعالية هي مينوكسيديل (Minoxidil) الموضعي للرجال والنساء، وفيناسترايد (Finasteride) الفموي للرجال، بينما قد يُستخدم سبيرونولاكتون (Spironolactone) أو دوتاسترايد (Dutasteride) للنساء تحت إشراف طبي. كما يمكن اللجوء إلى العلاج بالليزر منخفض الشدة (LLLT) أو زراعة الشعر في المراحل المتقدمة، مع الاهتمام بالتغذية والعناية بالفروة لتحسين النتائج.

9-طاقية المهد (Cradle Cap)
طاقية المهد هي حالة جلدية شائعة تصيب الرضّع خلال الأشهر الأولى من العمر، وتُعرف طبيًا باسم التهاب الجلد الزهمي عند الأطفال (Infantile Seborrheic Dermatitis). تظهر على شكل قشور صفراء أو بيضاء سميكة فوق فروة الرأس، أحيانًا مع احمرار خفيف، لكنها عادة غير مؤلمة ولا تُسبّب حكة شديدة. السبب الدقيق غير معروف، إلا أن العوامل المحتملة تشمل زيادة إفراز الزيوت من الغدد الدهنية بفعل الهرمونات القادمة من الأم، أو وجود فطريات Malassezia على الجلد. هذه الحالة ليست معدية ولا تشير إلى سوء العناية، وغالبًا تختفي تلقائيًا خلال أشهر قليلة.
العلاج يكون بسيطًا ويركّز على ترطيب فروة الرأس وتخفيف القشور. يُنصح بتدليك الفروة بزيت الأطفال أو زيت الزيتون قبل الاستحمام لتليين القشور، ثم غسل الشعر بشامبو لطيف مخصّص للأطفال. في الحالات الأكثر سماكة يمكن للطبيب وصف شامبو يحتوي على كيتوكونازول (Ketoconazole) أو هيدروكورتيزون خفيف لفترة قصيرة. يجب تجنّب حكّ القشور بقوة لتفادي تهيّج الجلد أو العدوى.

تحتاج إلى مراجعة الطبيب في حالة التهاب بصيلات الشعر (Folliculitis) إذا ظهرت أعراض تشير إلى تفاقم الحالة أو وجود عدوى أعمق، مثل: ظهور بثور ممتلئة بالصديد بشكل متكرر أو مؤلم، احمرار شديد أو تورم في الجلد المحيط، أو إذا لم تستجب الحالة للعلاجات المنزلية خلال أيام قليلة. كما يُنصح بمراجعة الطبيب إذا صاحب الالتهاب ارتفاع في درجة الحرارة أو الشعور بالحمى، أو إذا كنت تعاني من انتشار البثور إلى مناطق واسعة من الجسم. في الحالات المتكررة أو المزمنة، يمكن أن يحتاج الشخص إلى مضادات حيوية موضعية أو فموية، أو إجراء فحص لتحديد سبب الالتهاب مثل العدوى البكتيرية أو الفطرية. التشخيص المبكر يُساعد على منع تطور الحالة وتخفيف الأعراض بفعالية.
هل من الآمن استخدام كريمات الكورتيزون لمعالجة التهاب بصيلات الشعر؟
استخدام كريمات الكورتيزون لعلاج التهاب بصيلات الشعر يمكن أن يكون آمنًا في الحالات الخفيفة والمؤقتة، خاصة عندما يكون الالتهاب مصحوبًا بحكة أو احمرار ناتج عن تفاعل جلدي وليس عدوى بكتيرية أو فطرية نشطة. الكورتيزون يعمل كمضاد للالتهاب ويخفف من التهيج والتورم، لكن يجب استخدامه بحذر ولفترات قصيرة، لأن الاستخدام المفرط أو الطويل قد يؤدي إلى ترقّق الجلد أو زيادة خطر العدوى. كما أن الكريمات القوية تحتاج إلى وصفة طبية ويُفضل أن يتم استخدامها تحت إشراف طبيب الجلدية، خصوصًا إذا كانت البثور ملتهبة أو ممتلئة بالصديد. إذا كنت غير متأكد من نوع الالتهاب، فمن الأفضل استشارة مختص قبل البدء بأي علاج موضعي.
10-القشرة المزمنة (Chronic Dandruff)
القشرة المزمنة هي حالة شائعة تصيب فروة الرأس وتتميز بظهور رقائق بيضاء أو صفراء تتساقط بشكل متكرر، وغالباً ما تكون مصحوبة بحكة وتهيج. تنتج هذه الحالة عن تفاعل معقد بين فطريات المالاسيزيا، إفراز الدهون الزائد، وحساسية الجلد تجاه هذه العوامل. يمكن أن تتفاقم القشرة بسبب التوتر النفسي، تغيّرات الطقس، أو استخدام منتجات غير مناسبة للعناية بالشعر. وعلى الرغم من أنها لا تُعدّ حالة خطيرة، إلا أنها قد تؤثر على الثقة بالنفس وتتطلب علاجاً منتظماً باستخدام شامبو مضاد للقشرة يحتوي على مواد مثل الكيتوكونازول أو الزنك بيريثيون، مع التركيز على ترطيب فروة الرأس وتجنب المحفزات.

قشرة الرأس المزمنة تُعرف بأنها حالة متكررة وطويلة الأمد لا تستجيب للعلاجات التقليدية بسهولة، وتعود بمجرد التوقف عن استخدام الشامبو العلاجي أو المهدئات الجلدية. من أبرز علامات القشرة المزمنة: ظهور قشور بيضاء أو صفراء بشكل دائم على فروة الرأس والكتفين، مع حكة مستمرة ومزعجة خصوصاً في الليل أو بعد غسل الشعر. قد تُلاحظ أيضاً جفاف الجلد أو دهنية مفرطة، وتهيجًا واحمرارًا في المناطق المصابة. وتكون الحالة أكثر وضوحًا خلال المواسم الباردة أو في فترات التوتر. إذا كنت تستخدم شامبو مضاد للقشرة بانتظام لأسابيع دون تحسّن ملحوظ، أو إذا كانت القشرة تؤثر على حياتك اليومية، فهذه مؤشرات على أنك قد تعاني من قشرة مزمنة وتحتاج إلى تقييم طبي متقدم لوضع خطة علاجية مناسبة.
11- الدمامل والخراجات (Boils and Abscesses)
الدمامل والخراجات هي تجمعات صديدية ناتجة عن عدوى بكتيرية، وتظهر على شكل تورمات مؤلمة ومحمرّة في فروة الرأس، وقد تكون مصحوبة بسخونة موضعية أو انتفاخ في الجلد المحيط. تحدث عندما تدخل البكتيريا، مثل المكورات العنقودية، إلى بصيلات الشعر أو الجلد التالف مسبقاً، فتؤدي إلى رد فعل التهابي وتكوّن القيح. في بعض الحالات، يمكن أن تكبر هذه الدمامل وتتطلب تدخل طبي لتصريفها أو استخدام مضادات حيوية. النظافة الشخصية، تجنب مشاركة أدوات العناية بالشعر، والحفاظ على فروة الرأس خالية من الجروح أو الخدوش يساعد في الوقاية من ظهورها.

ظهور البثور في فروة الرأس غالباً ما يكون نتيجة التهاب في بصيلات الشعر، والذي يمكن أن يُسببه وجود بكتيريا مثل المكورات العنقودية أو فطريات عند انسداد المسام بفعل الزيوت أو خلايا الجلد الميتة. استخدام مستحضرات شعر غير مناسبة أو ملوثة، الحلاقة الخاطئة، أو التعرق الزائد قد يهيئ بيئة مثالية لنمو الميكروبات. كما أن بعض الحالات الصحية مثل حب الشباب أو التهاب الجلد الدهني قد تؤدي أيضاً إلى ظهور هذه البثور. في الحالات المزمنة أو المؤلمة، قد يستدعي الأمر علاجاً موضعياً بمضادات حيوية أو مضادات فطرية، مع ضرورة الحفاظ على نظافة فروة الرأس وتجنب المهيجات.
12- حكة الرأس المزمنة (Chronic Scalp Pruritus)
حكة الرأس المزمنة هي عرض مزعج قد يستمر لفترات طويلة ويؤثر على جودة الحياة اليومية، وقد تكون ناتجة عن مجموعة واسعة من الأسباب منها الأمراض الجلدية كالأكزيما والصدفية، العدوى الفطرية، أو حتى القشرة المزمنة. في بعض الأحيان، ترتبط الحكة بعوامل خارجية مثل استخدام شامبو أو منتجات تحتوي على مكونات مهيّجة، أو التوتر النفسي الذي يساهم في تفاقم الأعراض. تتطلب الحالة تشخيصاً دقيقاً لتحديد السبب الأساسي، والعلاج يشمل مضادات الحكة، ترطيب فروة الرأس، وتجنب المحفزات الخارجية. وقد يكون العلاج الدوائي ضرورياً في حال كانت الحكة مرتبطة بمرض جلدي مزمن أو التهاب عصبي.
ما الفرق بين سعفة الرأس والتهاب الجلد الدهني؟
الفرق بين تينيا كابيتيس (سعفة الرأس) والتهاب الجلد الدهني يكمن في السبب والمظهر والأعراض. فـتينيا كابيتيس ناتجة عن عدوى فطرية تصيب بصيلات الشعر، وتؤدي إلى بقع خالية من الشعر، قشور بيضاء أو رمادية سميكة، أحيانًا مصحوبة بتورمات صغيرة مليئة بالصديد، وهي معدية وتنتقل عبر التلامس أو الأدوات الشخصية. أما التهاب الجلد الدهني فهو اضطراب جلدي غير معدٍ مرتبط بفرط إفراز الدهون أو استجابة التهابية للفطريات الطبيعية في الجلد، ويظهر على شكل بقع حمراء مغطاة بقشور صفراء دهنية، مع حكة وتهيج مستمر، وغالبًا ما يؤثر على مناطق مثل فروة الرأس، جانبي الأنف، الحاجبين، وخلف الأذنين. التشخيص الدقيق ضروري لأن كلا الحالتين قد تتشابهان في بعض الأعراض ولكن تختلفان في العلاج، فتينيا تُعالج بمضادات الفطريات، بينما التهاب الجلد الدهني يُعالج بالمهدئات الجلدية وشامبو مخصص.
13- تقرن الجلد والتهابات مناعية نادرة
تقرن الجلد والتهابات المناعية النادرة تشمل مجموعة من الحالات التي تؤثر على الجلد وفروة الرأس بشكل غير شائع، مثل الذئبة الحمامية أو الحزاز المسطح، والتي تتسبب في ظهور بقع خشنة أو متصلبة مصحوبة أحياناً بتغيرات صبغية وفقدان دائم للشعر. تحدث هذه الحالات نتيجة خلل في الجهاز المناعي يهاجم خلايا الجلد بشكل خاطئ، مما يسبب الالتهاب والتقرن في الطبقة الخارجية للجلد. وغالباً ما تتطلب هذه الأمراض تشخيصاً دقيقاً عبر خزعة جلدية، ويشمل العلاج أدوية مثبطة للمناعة، وكورتيكوستيرويدات، ومتابعة مستمرة لتقليل الأعراض والحد من تطورها.
الخاتمة
في النهاية، تُعدّ أمراض فروة الرأس مثل القشرة، التينيا، والصدفية حالات تحتاج إلى تشخيص دقيق وعلاج متخصص للحد من الأعراض والمضاعفات. ولحسن الحظ، تقدم عيادات بادرا في الدول العربية خيارات علاج فعالة بإشراف نخبة من أطباء الجلدية ذوي خبرة عالية، مما يضمن رعاية متخصصة ونتائج ملموسة لمن يعاني من مشاكل فروة الرأس.






