يُعدّ تساقط الشعر الكُرَبِي (Telogen Effluvium) من أكثر أنواع تساقط الشعر المؤقت شيوعًا، وينشأ عندما يدخل عدد كبير من بُصيلات الشعر فجأة في مرحلة الراحة (Telogen) من دورة النمو. يحدث ذلك غالبًا بعد تعرّض الجسم لتوتر نفسي أو جسدي، أو تغيّرات هرمونية أو غذائية، مما يؤدي إلى تساقط منتشر وغير موضّع في فروة الرأس. ورغم أن الحالة قد تبدو مقلقة، فإنها مؤقتة وقابلة للعلاج، إذ يعود الشعر للنمو تدريجيًا بعد زوال السبب واستعادة توازن الجسم.
ما هو تساقط الشعر الكُرَبِي؟
تساقط الشعر الكُرَبِي (Telogen Effluvium) هو حالة مؤقتة يفقد فيها الإنسان كمية ملحوظة من شعره نتيجة دخول عدد كبير من البصيلات بشكل مفاجئ في مرحلة الراحة، وغالبًا ما تحدث بعد توتر جسدي أو نفسي أو تغيّر هرموني.
التعريف الطبي للحالة
تساقط الشعر الكُرَبِي (Telogen Effluvium) هو نوع من تساقط الشعر المؤقت وغير الندبي، يحدث عندما يدخل عدد كبير من بُصيلات الشعر فجأة في مرحلة الراحة (Telogen) من دورة النمو. يظهر عادة بعد حدث جسدي أو نفسي ضاغط مثل الولادة، المرض، أو نقص التغذية. يتميّز بتساقط منتشر في فروة الرأس دون بقع صلعاء، ويكون قابلًا للشفاء بمجرد زوال السبب وعودة التوازن الطبيعي للجسم خلال عدة أشهر.
الفرق بين تساقط الشعر الكُرَبِي وأنواع الصلع الأخرى
على الرغم من أن تساقط الشعر الكُرَبِي يؤدي إلى فقدان واضح في كثافة الشعر، إلا أنه يختلف جذريًا عن أنواع الصلع الأخرى مثل الصلع الوراثي (Androgenetic Alopecia) أو الثعلبة المناعية (Alopecia Areata).
|
المقارنة |
تساقط الشعر الكُرَبِي (Telogen Effluvium) | الصلع الوراثي (Androgenetic Alopecia) |
الثعلبة المناعية (Alopecia Areata) |
|
الطبيعة |
مؤقت وغير ندبي | مزمن وتقدّمي | مناعي ذاتي |
| النمط | تساقط منتشر على فروة الرأس | يبدأ من مقدمة الرأس أو التاج |
بقع محددة خالية من الشعر |
|
البصيلات |
سليمة وقابلة لإعادة النمو | تتقلص تدريجيًا | تتعرض لهجوم مناعي |
| العودة للنمو | نعم، غالبًا خلال 6–12 شهرًا | نادر بدون علاج |
ممكن بعد العلاج المناعي |
|
العوامل المحفزة |
الإجهاد، الأمراض، الأدوية، الولادة | الهرمونات والعامل الوراثي |
اضطراب المناعة الذاتية |
وقد أكّد مقال مراجعة في Indian Journal of Dermatology, Venereology and Leprology (IJDVL) أن التشخيص الدقيق يعتمد على الفحص السريري وملاحظة نمط التساقط المنتشر، مع تاريخ حديث لتعرّض المريض لعامل محفّز واضح خلال الأشهر الثلاثة السابقة، وهو ما يميّزه عن غيره من أنماط فقدان الشعر الدائم أو المناعي【IJDVL 2023】.
كيف يحدث تساقط الشعر الكُرَبِي؟
يحدث تساقط الشعر الكُرَبِي عندما يختلّ التوازن الطبيعي لدورة نمو الشعر، فتنقل الصدمات الجسدية أو النفسية عددًا كبيرًا من البصيلات إلى مرحلة الراحة (Telogen) في وقت واحد، مما يؤدي إلى تساقط ملحوظ ومؤقت للشعر.
دورة نمو الشعر
تمرّ دورة نمو الشعر بثلاث مراحل رئيسية:
- مرحلة النمو (Anagen): وهي الأطول، حيث ينمو الشعر بنشاط وتمثل نحو 90٪ من البصيلات.
- مرحلة الانتقال (Catagen): تمتد لأسابيع قليلة، وفيها يتوقف نمو الشعر تدريجيًا.
- مرحلة الراحة (Telogen): تستمر من شهرين إلى ثلاثة أشهر، تسقط بعدها الشعرة ليبدأ نمو جديدة.
بحسب مراجعة منشورة في BJAS (2023)، فإن هذا التوازن حساس للغاية تجاه العوامل الهرمونية والنفسية، مما يجعل الشعر مرآة دقيقة لحالة الجسم الداخلية.
دخول عدد كبير من الشعر إلى طور الراحة مبكرًا
في تساقط الشعر الكُرَبِي (Telogen Effluvium) يدخل عدد كبير من بُصيلات الشعر إلى مرحلة الراحة (Telogen) مبكرًا نتيجة تعرّض الجسم لتوتر، مرض، جراحة أو نقص غذائي. بعد نحو شهرين إلى ثلاثة أشهر يبدأ التساقط بشكل واضح، ويكون مؤقتًا، إذ تعود البصيلات للنمو الطبيعي بمجرد زوال السبب واستعادة التوازن الجسدي.
كيف يؤثر التوتر أو المرض على دورة النمو
يؤثر التوتر النفسي أو المرض على دورة نمو الشعر عبر زيادة إفراز هرمون الكورتيزول الذي يضعف البصيلات ويُسرّع انتقالها من مرحلة النمو إلى مرحلة الراحة (Telogen). يؤدي ذلك إلى تساقط الشعر الكُرَبِي (Telogen Effluvium) بعد أسابيع قليلة من الحدث المسبّب، لكن الشعر يعود للنمو تدريجيًا بعد زوال التوتر أو تحسن الحالة الصحية.
وبناءً على ما ذكره International Journal of Biomedicine (2023)، فإن استقرار الحالة النفسية وتحسين التغذية يعيدان التوازن إلى دورة النمو تدريجيًا، لتبدأ البصيلات بإنتاج الشعر الجديد، وغالبًا ما تُلاحظ علامات التحسن خلال أسابيع إلى أشهر قليلة.
الأسباب والعوامل المحفّزة لتساقط الشعر الكُرَبِي
يُعدّ تساقط الشعر الكُرَبِي (Telogen Effluvium) استجابة فسيولوجية مؤقتة لعوامل مختلفة تُجبر الجسم على تحويل عدد كبير من بُصيلات الشعر إلى مرحلة الراحة (Telogen) دفعة واحدة.
وتتنوّع هذه العوامل بين نفسية، وهرمونية، ودوائية، ومرضية، وقد تتفاعل أكثر من واحدة في الوقت نفسه لتزيد من شدة التساقط.
فيما يلي أبرز المحفّزات المؤكدة وفق ما أوردته الدراسات الحديثة في International Journal of Biomedicine (2023) وBJAS (2023).
التوتر النفسي والعاطفي
يُعتبر الإجهاد النفسي والعاطفي من أكثر المحفّزات شيوعًا لتساقط الشعر الكُرَبِي. فعندما يتعرض الإنسان لضغط نفسي حاد — مثل فقدان شخص عزيز، أو قلق مزمن، أو صدمة عاطفية — يزداد إفراز هرمونات الكورتيزول والأدرينالين التي تعيق تغذية بصيلات الشعر وتُعجّل بانتقالها إلى طور الراحة. وقد أكدت مراجعة في Indian Journal of Dermatology (IJDVL) أن التوتر المزمن يؤدي إلى اختلال في الإشارات العصبية داخل فروة الرأس (خصوصًا بروتينات مثل Substance P وNGF)، مما يُضعف الخلايا الجذرية ويقلل من تدفق الدم إليها.
النتيجة هي تساقط ملحوظ بعد نحو شهرين من فترة التوتر، لكن بمجرد تحسّن الحالة النفسية واستعادة التوازن الهرموني، يبدأ الشعر بالنمو مجددًا خلال 3–6 أشهر.
عملیة الجراحية
حتى العمليات الجراحية البسيطة يمكن أن تكون محفّزًا لتساقط الشعر الكُرَبِي، خصوصًا عند من يعانون من ضعف عام أو تغذية غير متوازنة. يرتبط التساقط الشعر بعد الجراحة بالصدمة الجسدية الناتجة عن التخدير، فقدان الدم، أو الالتهاب الجهازي الذي يتلو الجراحة، حيث تُحوّل البصيلات نشاطها نحو وضع “الطاقة المنخفضة” لحماية الجسم.
وفقًا لمراجعة International Journal of Biomedicine (2023)، يبدأ التساقط عادة بعد 8 إلى 12 أسبوعًا من العملية، ويتراجع تدريجيًا مع تعافي الجسم واستعادة مستوياته الطبيعية من الحديد والبروتينات.

الأمراض الحادة أو الحمى
تُعد الحمّى الشديدة والأمراض الالتهابية مثل العدوى الفيروسية أو البكتيرية من الأسباب الكلاسيكية لتساقط الشعر الكُرَبِي.تؤدي هذه الحالات إلى اضطراب استقلاب البروتين والطاقة في الجسم، فيتوقف الشعر عن النمو مؤقتًا.
وقد رُصدت هذه الظاهرة بعد الإصابة بـ الإنفلونزا، كوفيد-19، أو الالتهابات الجهازية الحادة، إذ يُلاحظ التساقط بعد مرور 6–10 أسابيع من المرض.
تشير دراسة في BJAS (2023) إلى أن هذه الاستجابة تُعتبر وسيلة الجسم للحفاظ على طاقته في أثناء المرض، وهي قابلة للانعكاس بالكامل بعد التعافي، دون أن تترك أي ضرر دائم في البصيلات.
العمليات الجراحية الكبرى أو الولادة
كل من الولادة والعمليات الجراحية الكبرى من الأسباب الشائعة لتساقط الشعر الكُرَبِي الحاد. ففي حالة الولادة، يؤدي انخفاض مفاجئ في مستويات هرمون الإستروجين بعد الولادة إلى انتقال نسبة كبيرة من الشعر إلى مرحلة الراحة، وهي ظاهرة تُعرف باسم Postpartum Telogen Effluvium. تبدأ عادة بعد شهرين إلى أربعة أشهر من الولادة، وتستمر من 3 إلى 6 أشهر قبل أن يعود الشعر تدريجيًا إلى طبيعته. أما العمليات الجراحية الكبرى، فإضافة إلى الإجهاد الجسدي، قد تسبّب فقدان دم أو نقص تغذية مؤقت يؤثر في بصيلات الشعر، ما يجعل تساقطه متوقعًا بعد أسابيع قليلة من التعافي. وقد أكدت مراجعة International Journal of Biomedicine (2023) أن هذا النوع من التساقط لا يحتاج غالبًا إلى علاج دوائي، بل إلى راحة، وتغذية، ودعم نفسي حتى استعادة توازن الجسم.
نقص الحديد والفيتامينات
يُعتبر نقص الحديد أكثر العوامل التغذوية ارتباطًا بتساقط الشعر الكُرَبِي، خاصة لدى النساء.
إذ يعتمد تكوين خلايا البصيلة على توفر الحديد لنقل الأوكسجين، ونقصه يؤدي إلى تباطؤ نمو الشعر وتحويل البصيلات إلى مرحلة الراحة.
كذلك، يُسهم نقص الزنك، فيتامين D، وفيتامين B12 في ضعف نمو الشعر وتلف بنيته. دراسة في Indian Journal of Dermatology (IJDVL) أوصت بإجراء فحوص دورية لمستويات الحديد والفِيتامينات لجميع من يعانون من تساقط مزمن غير مبرّر، إذ إن تعويض هذا النقص غالبًا ما يؤدي إلى تحسّن ملحوظ خلال أشهر قليلة.
الأدوية والعلاجات الكيميائية
قد تؤدي بعض الأدوية إلى تساقط الشعر الكُرَبِي كأثر جانبي مؤقت، منها:
- مضادات الاكتئاب (مثل SSRIs)
- مضادات التجلط (كالهيبارين)
- أدوية ضغط الدم (خاصة حاصرات بيتا
- أدوية الغدة الدرقية عند تغيير الجرعة
العلاجات الكيميائية للسرطان التي تؤثر على انقسام الخلايا سريعة النمو.
أوضحت مراجعة BJAS (2023) أن هذه الأدوية لا تُحدث تدميرًا لبصيلات الشعر كما في الصلع الندبي، وإنما تعطّل دورة النمو مؤقتًا، ويستأنف الشعر نموه تدريجيًا بعد إيقاف الدواء أو تعديل الجرعة.
اضطرابات الغدة الدرقية أو الهرمونات
تؤدي اختلالات الغدة الدرقية (سواء القصور أو النشاط الزائد) إلى تغيّر في معدل استقلاب الخلايا داخل البصيلة، مما يسبب انتقال عدد كبير منها إلى طور الراحة. كما أن الاضطرابات الهرمونية الأخرى مثل متلازمة تكيس المبايض أو التغيرات المفاجئة في الهرمونات الجنسية (الإستروجين والتستوستيرون) تُضعف دورة النمو. أكدت دراسة في International Journal of Biomedicine (2023) أن ضبط مستويات الهرمونات الدرقية أو الهرمونات الأنثوية غالبًا ما يُعيد للشعر نموه الطبيعي، ويُعدّ التشخيص المبكر والعلاج الطبي الموجّه مفتاح التعافي من هذا النوع من التساقط.
أنواع تساقط الشعر الكُرَبِي
يُقسَّم تساقط الشعر الكُرَبِي (Telogen Effluvium) إلى نوعين رئيسيين بحسب مدة استمرار الحالة وطبيعة المحفّز: الحاد والمزمن.
تساقط الشعر الكُرَبِي الحاد (Acute Telogen Effluvium)
يظهر هذا النوع بعد حدث واضح ومؤقت مثل التوتر النفسي، الولادة، الجراحة أو المرض الحاد. يبدأ التساقط عادة بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر من الحدث، ويكون منتشرًا في فروة الرأس دون وجود بقع صلعاء. يستمر من 3 إلى 6 أشهر ثم يتراجع تدريجيًا مع زوال السبب وعودة البصيلات إلى نشاطها الطبيعي【International Journal of Biomedicine, 2023】.
تساقط الشعر الكُرَبِي المزمن (Chronic Telogen Effluvium)
يُعرف بأنه تساقط مستمر لأكثر من 6 أشهر، وغالبًا يصيب النساء في منتصف العمر دون سبب محدد.
يكون التساقط خفيفًا لكن متكررًا، وتبقى فروة الرأس مغطاة بالشعر وإن كان أقل كثافة. قد يرتبط بنقص الحديد أو اضطرابات هرمونية طفيفة【IJDVL, 2023】، ويتحسن تدريجيًا مع التغذية والعلاج الداعم.
الفرق بين الحالتين من حيث المدة والأعراض
يُساعد التفريق بين تساقط الشعر الكُرَبِي الحاد والمزمن في فهم مسار الحالة وتحديد ما إذا كان التساقط مؤقتًا نتيجة عامل عابر أم مشكلة مستمرة تحتاج إلى متابعة وعلاج طويل الأمد.
|
الجانب |
الحاد |
المزمن |
|
المدة |
أقل من 6 أشهر | أكثر من 6 أشهر |
| السبب | حدث حاد مؤقت |
اضطراب مزمن |
|
البدء |
مفاجئ | تدريجي |
| النتيجة | يشفى غالبًا بالكامل |
يحتاج متابعة طويلة |
باختصار، الحاد مؤقت وسهل العلاج، بينما المزمن يحتاج إلى تقييم أعمق ودعم مستمر للحفاظ على توازن نمو الشعر【BJAS, 2023】.
كيف يتم تشخيص تساقط الشعر الكُرَبِي؟
يُعتمد في تشخيص تساقط الشعر الكُرَبِي (Telogen Effluvium) على الجمع بين الفحص السريري، الملاحظة الدقيقة، وبعض الفحوص المساندة التي تساعد الطبيب على استبعاد الأنواع الأخرى من تساقط الشعر مثل الصلع الوراثي أو الثعلبة المناعية.
الفحص السريري وملاحظة كثافة الشعر
يبدأ التشخيص عادة من خلال تاريخ المريض، حيث يُسأل عن أحداث جسدية أو نفسية سابقة (مثل مرض أو ولادة أو توتر شديد) خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
ثم يُفحص الشعر لتحديد ما إذا كان التساقط منتشرًا على فروة الرأس أم موضّعًا. في حالة تساقط الشعر الكُرَبِي، تكون فروة الرأس سليمة دون بقع صلعاء أو تندّب، ويبدو الشعر أقل كثافة خصوصًا في القمة والمقدمة【International Journal of Biomedicine, 2023】.
اختبار الشد (Hair Pull Test)
يُعد اختبار الشد من الطرق السريرية السهلة لتقدير شدة التساقط.يقوم الطبيب بشدّ مجموعة صغيرة من الشعر (نحو 40–60 شعرة) من مناطق مختلفة من الرأس بلطف.إذا خرج أكثر من 10٪ من الشعيرات مع الشد، يُعتبر الاختبار إيجابيًا ويدعم تشخيص تساقط الشعر الكُرَبِي【IJDVL, 2023】. يتميّز هذا الاختبار ببساطته وقدرته على متابعة تحسن الحالة مع الوقت.
فحص Trichoscopy أو Dermoscopy
هو فحص دقيق يُجرى باستخدام العدسة المكبرة الرقمية لرؤية بنية البصيلات وفروة الرأس.
في حالات تساقط الشعر الكُرَبِي، تُظهر الصور:
- زيادة عدد البصيلات ذات الشعرة الواحدة (بدلاً من ثلاث)
- خلوّ بعض البصيلات من الشعر مؤقتًا
- غياب علامات الالتهاب أو التندّب
هذا الفحص يساعد في تمييز الحالة عن الصلع الوراثي أو الثعلبة المناعية، التي تُظهر عادةً أنماطًا مختلفة من التقلّص أو الالتهاب【BJAS, 2023】.
التحاليل المخبرية
يُطلب من المريض إجراء تحاليل مخبرية لتحديد العوامل المسبّبة أو المساهمة في التساقط، وأبرزها:
- مستوى الحديد والفِيريتين (Ferritin) للكشف عن فقر الدم
- وظائف الغدة الدرقية (TSH, T4) لتقييم التوازن الهرموني
- مستويات فيتامين D، الزنك، وفيتامين B12
تشير مراجعة International Journal of Biomedicine (2023) إلى أن أكثر من نصف حالات تساقط الشعر الكُرَبِي لدى النساء ترتبط بنقص بسيط في الحديد أو فيتامين D، وأن تصحيح هذا النقص يؤدي غالبًا إلى تحسن ملحوظ خلال 3–4 أشهر.
علاج تساقط الشعر الكُرَبِي
يُعتبر تساقط الشعر الكُرَبِي (Telogen Effluvium) حالة مؤقتة وقابلة للعلاج في أغلب الحالات، ويهدف التدخل الطبي إلى معالجة السبب الجذري، واستعادة توازن دورة نمو الشعر، ودعم البصيلات لتعود إلى نشاطها الطبيعي. وقد أكدت مراجعة International Journal of Biomedicine (2023) أن التشخيص المبكر وإزالة العامل المحفّز هما الخطوتان الأساسيتان لتحقيق التعافي.
معالجة السبب الجذري
أول خطوة في العلاج هي تحديد ومعالجة العامل المسبّب:
- في حال التوتر النفسي: يُنصح بالعلاج السلوكي، وتقنيات الاسترخاء، وتحسين جودة النوم.
- في حال نقص التغذية أو الحديد: يجب تعويض النقص بالغذاء أو المكملات المناسبة بعد استشارة الطبيب.
- في حال الأدوية: يتم تقييم العلاج مع الطبيب لتعديل الجرعة أو استبدال الدواء المسبّب إن أمكن.
تؤكد BJAS (2023) أن إزالة السبب الأساسي كفيلة بعودة الشعر إلى النمو الطبيعي خلال 3 إلى 6 أشهر في معظم الحالات.
تحسين نمط الحياة والنظام الغذائي
يلعب نمط الحياة دورًا حاسمًا في الوقاية والعلاج. ينصح الأطباء بـ:
- اتباع نظام غذائي متوازن غني بالبروتين (البيض، الأسماك، البقوليات)
- تناول الفواكه والخضروات الغنية بمضادات الأكسدة والفيتامينات
- ممارسة النشاط البدني المنتظم لتحسين الدورة الدموية في فروة الرأس
- النوم الكافي (7–8 ساعات يوميًا) للحفاظ على التوازن الهرموني
وقد أوضحت IJDVL (2023) أن استقرار الحالة النفسية وتحسين النظام الغذائي يساهمان بنسبة كبيرة في تسريع استعادة كثافة الشعر.
استخدام مكملات الفيتامينات والمعادن
في حالات النقص الغذائي أو الإجهاد العام، قد يوصي الطبيب باستخدام مكملات تحتوي على:
- الحديد والزنك
- فيتامين D وB12
- البيوتين (Biotin) لدعم نمو الشعر
تشير مراجعة International Journal of Biomedicine (2023) إلى أن هذه المكملات تساعد على تحفيز مرحلة النمو (Anagen) وتسريع تجدد البصيلات، خاصة عندما تُستخدم تحت إشراف طبي ولمدة كافية (3–4 أشهر على الأقل).
الأدوية الموضعية أو العلاجات الطبية بإشراف الطبيب
في بعض الحالات، قد يُنصح بالعلاج الموضعي أو الطبي لتعزيز نمو الشعر، مثل:
- محلول المينوكسيديل (Minoxidil): يزيد تدفق الدم إلى البصيلات ويحفّزها على النمو من جديد.
- العلاج بالبلازما الغنية بالصفائح (PRP): يعيد تنشيط البصيلات عبر حقن عوامل نمو طبيعية.
- العلاج بالليزر منخفض الشدة (LLLT): يُحفّز الخلايا الجذرية ويحسّن الدورة الدموية.
بحسب BJAS (2023)، تُظهر هذه العلاجات نتائج جيدة خصوصًا عند استخدامها بالتوازي مع تصحيح السبب الرئيسي وتحسين النظام الغذائي.
مدة التعافي وعودة الشعر للنمو
تُعدّ مدة التعافي من تساقط الشعر الكُرَبِي (Telogen Effluvium) متفاوتة من شخص لآخر، لكنها في معظم الحالات مؤقتة. وتعتمد سرعة عودة الشعر للنمو على طبيعة السبب، وصحة البصيلات، ومدى التزام المريض بالعلاج والتغذية السليمة.
متى يبدأ الشعر في النمو من جديد؟
عادةً يبدأ الشعر الجديد بالنمو بعد 3 إلى 4 أشهر من إزالة السبب المحفّز مثل الشفاء من المرض أو تحسن الحالة النفسية. في البداية يظهر الشعر الجديد رقيقًا بلون أفتح (زغب أو vellus hair)، ثم يزداد سمكًا وطولًا تدريجيًا. تؤكد International Journal of Biomedicine (2023) أن دورة الشعر تحتاج نحو 6 إلى 12 شهرًا لاستعادة الكثافة الطبيعية تمامًا، شريطة أن تكون البصيلات سليمة ولم تتعرض لأي تلف دائم.
العوامل التي تؤثر على سرعة الشفاء
تختلف فترة التعافي حسب عدة عوامل، أهمها:
- العمر: فالشباب عادة يتعافون أسرع بسبب نشاط الخلايا الجذرية
- نوع المحفّز: التساقط الناتج عن نقص تغذية أو توتر بسيط يتعافى أسرع من الناتج عن مرض مزمن أو جراحة كبرى
- الحالة الهرمونية والغذائية: اضطرابات الغدة الدرقية أو فقر الحديد قد تُبطئ الشفاء إن لم تُعالج
- الالتزام بالعلاج: التقيّد بتوصيات الطبيب والمكملات الغذائية يعزز عودة الشعر بشكل أسرع
وفقًا لمقال في BJAS (2023)، فإن أكثر من 80٪ من المرضى يلاحظون تحسّنًا واضحًا في تساقط الشعر خلال أول 6 أشهر من العلاج والدعم الغذائي.
نصائح لتسريع نمو الشعر بعد التعافي
لتحفيز نمو الشعر بسرعة واستعادة الكثافة الطبيعية، يُنصح باتباع ما يلي:
- التغذية الغنية بالبروتين والحديد (اللحوم، العدس، البيض)
- الحفاظ على ترطيب الجسم وشرب كميات كافية من الماء يوميًا
- تدليك فروة الرأس بانتظام لتحسين الدورة الدموية
- تجنّب التوتر والقلق عبر التأمل أو الأنشطة الهادئة
- عدم الإفراط في استخدام مجففات الشعر والمواد الكيميائية
- استخدام مكملات الشعر مثل البيوتين والزنك بعد استشارة الطبيب
وقد أوضحت IJDVL (2023) أن الجمع بين التغذية الجيدة والدعم النفسي والعناية الموضعية بفروة الرأس يختصر مدة التعافي بنسبة ملحوظة.
نصائح للوقاية من تساقط الشعر الكُرَبِي
رغم أن تساقط الشعر الكُرَبِي غالبًا حالة مؤقتة وقابلة للشفاء، إلا أن اتباع أسلوب حياة صحي ومتوازن يمكن أن يقي من تكراره أو يخفف من شدته. وفيما يلي أهم الإرشادات التي تؤكدها الدراسات الطبية للحفاظ على صحة الشعر ومنع اضطراب دورة نموه.
التغذية السليمة والدعم الفيتاميني
التغذية هي الأساس في الحفاظ على شعر قوي وكثيف لذلك يُنصح بـ:
- تناول وجبات غنية بالبروتين مثل البيض، السمك، البقوليات، لأنها تُزوّد بصيلات الشعر بالأحماض الأمينية الضرورية للنمو
- الإكثار من الخضروات الورقية والفواكه الطازجة لتوفير مضادات الأكسدة والفيتامينات
- التأكد من كفاية الحديد والزنك وفيتامين D عبر التحاليل الدورية والمكملات عند الحاجة
تشير International Journal of Biomedicine (2023) إلى أن النقص البسيط في هذه العناصر قد يؤدي إلى اضطراب مرحلة النمو (Anagen) وبدء التساقط، لذا يُعدّ الدعم الفيتاميني الوقائي خطوة مهمة للحفاظ على توازن الشعر.
إدارة التوتر والنوم الجيد
التوتر المزمن هو أحد أبرز العوامل التي تُحدث خللاً في دورة الشعر. ينصح الأطباء بـ:
- ممارسة التأمل، التنفس العميق، أو اليوغا لتخفيف التوتر
- الحصول على نوم كافٍ (7–8 ساعات) كل ليلة لدعم توازن الهرمونات وتجدد الخلايا
- تخصيص وقت للراحة الذهنية والابتعاد عن الإرهاق المستمر
أكدت دراسة في IJDVL (2023) أن تنظيم النوم وخفض الكورتيزول في الجسم يقللان من احتمالية دخول الشعر مبكرًا في طور الراحة (Telogen) ويحافظان على كثافته.
تجنب الإفراط في تصفيف الشعر أو المعالجات الكيميائية
تُسهم الممارسات اليومية الخاطئة في إضعاف الشعر وزيادة تساقطه، لذلك يُنصح بـ:
- تجنّب الحرارة العالية الناتجة عن المجففات أو مكواة التمليس
- عدم الإفراط في استخدام الصبغات أو الفرد الكيميائي الذي يضر بالبصيلة
- اعتماد منتجات لطيفة خالية من الكبريتات والسيليكون
- تمشيط الشعر برفق وتجنّب شده بقوة أثناء التسريح
بحسب BJAS (2023)، فإن الحفاظ على فروة الرأس خالية من المواد المهيجة وتجنب الإجهاد الميكانيكي للشعر يقللان من فرص تكرار تساقط الشعر الكُرَبِي بشكل ملحوظ.
الخاتمة
يُعدّ تساقط الشعر الكُرَبِي (Telogen Effluvium) من أكثر أسباب تساقط الشعر المؤقت شيوعًا، وغالبًا ما يكون استجابة طبيعية لضغط جسدي أو نفسي، وليس مرضًا بحد ذاته. ما يميّزه أنه قابل للعكس، فبمجرّد علاج السبب الأساسي سواء كان توترًا، نقصًا غذائيًا، أو اضطرابًا هرمونيًا تعود البصيلات تدريجيًا إلى نشاطها الطبيعي، ويستعيد الشعر كثافته خلال عدة أشهر. تؤكد المراجعات الحديثة في International Journal of Biomedicine (2023) وBJAS (2023) أن التشخيص المبكر، التغذية المتوازنة، والدعم النفسي هي مفاتيح الشفاء، بينما يُنصح بمراجعة الطبيب في حال استمر التساقط أكثر من ستة أشهر لتقييم الأسباب الهرمونية أو المزمنة المحتملة.
